فيلم The Interview .. درس في التسويق و إدارة الأزمة

لعلك تحاول الآن تحميل فيلم The Interview بعد أن أثار الجدل مؤخراً انه بحق واحد من اغرب اطلاقات الأفلام في تاريخ السينما الأمريكية، الموضوع انقلب من كارثة وخسائر إلى نجاحات – متوقعة – كبيرة.

انه واحد من أهم قصص إدارة الأزمات. شخصياً لست من أنصار نظرية المؤامرة ولا اتفق مع فكرة أن سوني افتعلت كل هذا لتسويق فيلمها، لكن حصل الأمر بدون إرادة سوني ثم أحسنت إدارته.

القصة من البداية أن فيلم المقابلة أو The Interview الذي أنتجته سوني هو كوميديا أكشن تحكي قصة محاولة اغتيال الاستخبارات الأمريكية للزعيم الكوري الشمالي. هذا الفيلم أثار حفيظة الكوريين فشنوا حملة قرصنة أدت إلى تسريب مئات التيرابايتات من الأفلام والأسرار التجارية التي أضرت بسوني وشركائها.

ومن بين البيانات المسربة كانت أربعة أفلام لم تعرض بعد في السينما وحتى سيناريو فيلم جيمس بوند القادم والكثير من البيانات الشخصية والأسرار المالية، انها كارثة خصوصية من العيار الثقيل وقعت بها سوني.

سبب هذا الاختراق كان فيلم The Interview، أراد القراصنة أن تتوقف سوني عن عرضه وحتى قاموا بالتهديد بإرتكاب أعمال ارهابية تستهدف الصالات التي ستعرضه، سوني ترددت ومع تراجع دور العرض قررت سوني إلغاء عرض الفيلم استجابة لتهديدات القراصنة وهو ما أزعج الرئيس الأمريكي شخصياً معتبره خطأ.

لاحقاً حصل تطور خطير انقلب الموقف 180 درجة حاولت سوني تستفيد من كل الضجة التي اثيرت في الاعلام حول الفيلم والتشويق الذي صاحب الناس عنه، هنا تفاوضت سوني مع صالات سينما مستقلة وقررت عرضه في أكثر من 360 صالة مع عيد الميلاد وسيرتفع العدد إلى 3000 صالة مع بداية العام في أمريكا وحدها. لم تتوقف سوني هنا بل حتى أنها عرضته عبر الانترنت ويوتيوب ووفرته للاستئجار والشراء وسرعان ما وصل إلى مواقع التورنت ليشاهده العالم جميعاً.

تكلفت سوني من وراء الفيلم حوالي 44 مليون دولار في انتاجه، وكانت تتوقع جني عائدات 100 مليون دولار لو عرض كما هي العادة، لكن لاحقاً قررت الغائه واعتبار المبالغ خسارة محققة، ثم تراجعت والفيلم متاح للتأجير بسعر 6 دولار وللبيع بسعر 15 دولار وحتى قد تطلقه على اقراص dvd لاحقاً أيضاً.

من المبكر أن نقول كم حققت سوني من ايرادات لكن الضجة حول الفيلم يتوقع لها أن تعوض خسائرها وأكثر، ويجب أن تكافئ سوني فريق إدارة الأزمة الذي قلب الموقف من طرف ضعيف تعرض لهجوم وقرصنة وتعطيل الشبكات والأنظمة وتسريب البيانات، إلى طرف قوي الكل متشوق لمشاهدة الفيلم الذي أزعج الكوريين إلى هذا الحد.