كيف تبيع مشطاً لراهب بوذي أصلع؟
الفكرة الأساسية التي ينطلق منها التسويق والبيع هي احتياجات العملاء. قديماً كانت الشركات تلبي الاحتياجات، الآن أصبحت تصنع تلك الاحتياجات، وتقدم المنتجات لتلبيتها.
قدّم شخص مجموعة من الأمشاط إلى عدة طلاب وأخبرهم ببيعها حصراً لرهبان البوذية الذين يعرف عنهم بأنهم حليقي الشعر وصلعان، فما حاجة هؤلاء بالمشط؟ وكيف تقنعهم بشراءه؟ بل وبكميات كبيرة أيضاً؟.
أحد الطلاب استطاع بيع خمسة أمشاط، وعندما سأله عن الطريقة، قال بأنه أقنعهم باستخدام المشط بحك ظهورهم عندما تقرصهم الحشرات، جيد، هنا استخدام آخر للمشط عدا تصفيف الشعر.
الثاني استطاع بيع عشرين مشط، وكانت طريقته بإقناع الرهبان بتقديمها لزوار المعبد الذين يأتون من أماكن بعيدة ونتيجة السفر قد يحتاجون لتصفيف شعرهم ليبدو بمظهر أفضل. هنا خلق سوق جديدة.
الثالث استطاع بيع ألف مشط، يا للعجب! وكانت طريقته بإقناع الرهبان أنهم لو كتبوا جمل وعبارات من تعاليم بوذا على الأمشاط وإهداءها لزوار المعبد، فإنها ستكون ذكرى جيدة ليأخذوها معهم إلى حياتهم اليومية ويبقون على تواصل وتذكر لتلك التعاليم.
هذا الشخص استطاع فهم عميله بعمق أكبر، وبتفكير خارج الصندوق خلق سوق جديد وقيمة جديدة كلياً، استطاع ربط المشط بمعاني أكبر من مجرد استخدامه الضيق كمشط، بل هو أداة تذكير و ذكرى جلبها الشخص من المعبد الذي قد لا يزوره مرة أخرى.
تدوينة قصيرة لكنها خلاقة فعلا، ووصل المعنى المنشود بسلاسة..