إعلان قطونيل “ابن الجيران”، كيف كان يمكن تفادي الأزمة؟

 

لم يحتج إعلان قطونيل لموسم رمضان 2020 والذي حمل عنوان “ابن الجيران” سوى يومين فقط حتى يقع أزمة أدت للشركة إلى إيقاف عرضه وذلك نتيجة الضجة التي أثارها كونه إعلان جريء ولا يتناسب مع طبيعة موسم شهر رمضان والمجتمع المصري.

الإعلان “المثير” جاء في قالب غنائي حيث تتغزل الأغنية وابنة الجيران ميس حمدان بالملابس الداخلية لأبن الجيران.

بعد ردة الفعل السلبية التي أثارها الإعلان، سارعت الشركة بإصدار بيان رسمي أعلنت فيه وقف عرض الإعلان من باب الذوق العام والحفاظ على القيم والمجتمع المصري.

حقيقة أنا مستغرب من أن الشركة تفاجئت بردة الفعل هذه، حيث أن الإعلان يعتمد على الإثارة، لكن بطريقة مستفزة، ولايتناسب مع طبيعة الشهر الكريم، عدا أنه جاء بقالب غنائي.

كان بإمكان قطونيل عمل بحث للسوق وعرض الإعلان قبل تنفيذه وذلك في مرحلة الفكرة Concept على مجموعة متنوعة من شرائح السوق (رجال – نساء – شباب – يافعين) ورصد ردة فعلهم. من المؤكد أن الشركة في تلك المرحلة كانت سترصد الاشمئزاز والإزدراء من فكرة الإعلان وكونها لا تتناسب مع الظروف التي ستعرض فيها.

الفكرة التي ركّز عليها الإعلان غير متناسبة مع طبيعة المنتج. لا أحد يشتري ملابس داخلية كي تبرز عضلاته ورجولته. كان الأجدى أن تركز على أفكار أخرى مثل استخدام القطن الطبيعي، البياض الناصع، الراحة في الاستخدام، العلاقة الطويلة مع الزبون وغيرها الكثير من الأفكار المناسبة لإعلان ملابس داخلية.

بهذه الحالة خسرت قطونيل التكلفة المالية اللازمة لإنتاج الإعلان، كما تأثرت سمعتها سلباً من حيث أنها تعتمد على تسليع الرجل والإساءة لمقدسات من خلال عرض هذا الإعلان في شهر رمضان.

https://www.youtube.com/watch?v=5dl-A2Lmd7s

3 Comments
  1. فراس اللو says

    البعض يلجأ لإثارة الجدل والبلبلة للانتشار بصورة أكبر. وهذه خطوة مقبولة لو كانت الشركة صغيرة، لكن كوتونيل شركة كُبرى بالأصل، والهدف من أي حملة في هذا الوقت يجب أن يكون لتوطيد العلاقة مع الزبائن وإضافة قيم جديدة لاسم الشركة. لكن الأمر يبدو وكأنهم غير مُدركين لمكانتهم لحجم الشركة.

    الإعلان المُقبل يجب أن يكون ذكي ومدروس لتدارك الأمر. لكن عمومًا في الشرق الأوسط لا نكترث وسننسى دون حملة أُخرى وكأن شيئًا لم يكن 😬

  2. أسعد says

    السلام عليكم أستاذ محمد،
    شكراً على الموضوعات المتميزة كالعادة.
    أرجو منك أن تضع تواريخاً لمقالاتك.
    وشكراً.

    1. محمد حبش says

      شكراً لتعليقك أسعد
      يمكن معرفة تاريخ النشر من رابط الصفحة أعلاه، فهذه المقالة نشرت 26/4/2020
      رأيت اختصار العناصر الأقل أهمية من الصفحة لجعلها أوضح وأبسط في التصفح

Comments are closed.

%d