العلاقات العامة في التسويق الدولي

 

تهدف العلاقات العامة على بناء صورة ذهنية طيبة للمنظمة في أعين جماهيرها المختلفة وترتبط العلاقات العامة عادة بتقديم المنظمة لنفسها إلى جماهيرها المختلفة في أحسن صورة عن طريق الأعمال المجيدة التي تقوم بها وتفسير المساوئ أو الأخطاء التي قد تقع فيها .

وعليه فإن العلاقات العامة تنطوي على أكثر من مجرد إقامة وتدعيم نظام اتصال فعال بين منظمة وجمهورها , بل يتطلب الأمر من المنظمة إتباع سلوك مسئول جاه مجتمعها بشكل عام .

وينبغي توجيه النظر إلى أن العلاقات العامة ليس نشاطاً تسويقياً وإن كان بناء علاقة طيبة بين منظمة و جمهورها يعتبر أمراً ضرورياً للنجاح التسويقي أو بعبارة أخرى فإن تبني العلاقات العامة للأهداف التسويقية أو القيام بالأنشطة التي تساعد على تحقق هذه الأهداف يمكن أن يساهم في نجاح المنظمة .

فعن طريق قيام الشركة بتمويل الأنشطة الثقافية و التعليمية و المساهمة في الأنشطة الاجتماعية و المشاركة في أنشطة المجتمع المحلي بوجه عام يمكنها تدعيم صورتها وبالتالي زيادة فرص نجاحها التسويقي .

تحتل العلاقات العامة أهمية أكبر في الأسواق الدولية عنها في الأسواق المحلية حيث يتطلب الأمر إقامة وتدعيم علاقات طيبة مع فئات مختلفة من الجمهور منها :العملاء و الموظفين و الموزعين و الموردين و المساهمين ووسائل النشر و الجهات الحكومية وجهات الضغط و المنشات المالية و الجمهور بوجه عام .

وتختلف أهمية كل فئة من هذه الفئات من دولة إلى أخرى كما تؤثر درجة توغل الشركة في الأسواق المختلفة في الفئات التي يتعين عليها التعامل معها .

ومثلما هو الحال مع النشاط التسويقي حيث يتعين على المسوق البدء بدراسة الأسواق المستهدفة بهدف تحديد الاحتياجات السوقية ينبغي أيضا على المشتغلين بالعلاقات العامة البدء بتكوين نظام معلومات عن الفئات المختلفة من الجمهور التي تهدف الشركة إلى إقامة وتدعيم علاقات طيبة معها حيث يساعدها ذلك على توقع المشكلات قبل وقوعها واتخاذ إجراءات وقائية حيالها بدلاً من اضطرارها لعلاج المشكلات بعد حدوثها ومع ذلك فإن الشركة قد تضطر في كثير من الأحيان إلى علاج المشكلات التي تقع فيها ,أو قد يحتاج الأمر إلى تغيير الشركة لسلوكها اختيارياً للمحافظة على مركزها في السوق بدلاً من أن تضطر الشركة إلى تغيير هذا السلوك إجبارياً .

والأمثلة كثيرة ومتعددة في هذا المجال فقد اضطرت شركة نستله لصناعة الأغذية إلى تغيير سياستها التسويقية للألبان المجففة للأطفال في دول العالم الثالث بعد تعرض منتجاتها للمقاطعة لمدة 7 سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية وقد بدأت المشكلة حيثما أعلنت المنظمات الدولية للصحة عن اعتقادها بوجود علاقة بين الرضاعة الصناعية وبين المشكلات الصحية التي يتعرض لها الأطفال في دول العالم الثالث وخاصة إن اللبن المجفف يذاب في مياه ملوثة نظراً لعدم توافر الماء الصحي الصالح للشرب في هذه الدول .

بالإضافة إلى الأزمات الطاحنة التي قد يتعرض لها الشركات الدولية في أسواقها المختلفة يظل الدور الأساسي للعلاقات هو بناء وتدعيم علاقات سليمة بين المنظمة وجمهورها وإتباع سلوك مسئول تجاه مجتمعها .

والأمثلة كثيرة ومتعددة في هذا المجال حيث قامت أمريكان اكسبريس بتطوير مقررات دراسية لتعليم السياحة الفنادق في المدارس الثانوية بالولايات المتحدة الأمريكية .

كما قامت شركة أي بي أم بمنح أجهزة كومبيوتر للحكومة في كوستاريكا للمساهمة في إتمام دراسات عن حماية البيئة .
وبالمثل قامت شركة هاينز للأغذية بتمويل دراسات في تغذية الأطفال في الصين وتايلاند

Comments are closed.

%d