كوتس .. خيط بدأ منذ القرن الثامن عشر حتى اليوم

 

كوتس .. أكبر شركة لصناعة الخيوط في العالم والتي يعود تأسيسها إلى القرن الثامن عشر، ما سر بقائها حتى اليوم؟.

يقول بول فورمان الرئيس التنفيذي أنه مع انتقال معظم الإنتاج الضخم إلى البلدان منخفضة التكاليف، صناعة الملابس والأحذية التي تقوم الشركة بتزويدها “ربما انتقلت بوتيرة أسرع من أي صناعة أخرى في تاريخ الأعمال”.

كتب ديفيد أليانس في سيرته الذاتية أنه حتى في عام 1986، عندما قام صاحب المشاريع بإضافة شركة كوتس إلى امبراطورية المنسوجات والملابس الخاصة به، كان يتم إدارة الشركة “بطريقة أبوية وهرمية، وليس في قالب النظام الاستعماري البريطاني القديم من الحُكّام، ومسؤولي المناطق والوكلاء”.

العادات الجامدة التي اعتبرها أليانس عقبة كانت تخفي نقطة قوة: شبكة شركة كوتس العالمية الموجودة منذ فترة طويلة من العلاقات التجارية والمعرفة المحلية.

إن الجذور العميقة للمجموعة لا تزال تجعل من الصعب على المنافسين تكرار وجودها في أكثر من 70 بلدا. كانت الشركة تعمل في مناطق صعبة حيث من الهام جداً فهم النظام المحلي والسياسات للحصول على علاقات جيدة.

بالرغم من عمرها الطويل جداً، تغيّرت شركة كوتس، لتُظهر القدرة على التكيّف مع الظروف الجديدة التي ساعدتها على البقاء. وفي الوقت الذي انتقل فيه مركز الثِقل لصناعة المنسوجات والملابس شرقاً، كذلك فعلت شركة كوتس.

سوف تستمر كوتس بالمرونة مع زبائنها في حين أن شركات الملابس تعيد تشكيل سلسلة التوريد لخدمة السوق من أجل الموضة السريعة والتسليم في الموعد المحددة.

شركة كوتس لا تزال تعيش مع بعض الإرث الأكثر إرهاقاً في تاريخها الصناعي الطويل. الابتعاد عن الإنتاج الصناعي البريطاني ترك المجموعة مع التزامات كبيرة لمعاشات التقاعد.

شركة كوتس هي شركة تصنيع لما يُسمّيه “الخطوط الرفيعة الذكية”، مُنتجات مُبتكرة تشبه الخيوط، حتى إن بعضها يُمكن أن “يجعل الأسلاك النحاسية عتيقة الطراز.

الخيوط المفضلة تشمل الخيط الذي يتوهّج في الظلام لاستخدامه في أحذية التدريب الراقية، والخيط الموصِل مع استخدامات مُتعدّدة في الأجهزة التي يُمكن ارتداؤها، والخيط فائق الامتصاص الذي يُبعد المياه عن كابلات الألياف البصرية.

تعتقد شركة كوتس أن الطلب على الخيوط الذي يتجاوز الملابس والأحذية هو خمسة أضعاف سوقها التاريخية، ويجعل خيوط شركة كوتس من مكوّنات المنتجات ذات القيمة العالية.

أما العنصر الهام الثالث لاستمرارية الشركة هو العلامة التجارية التاريخية حيث تستغل المجموعة الآن خبرتها واسمها العريق من خلال تقديم خدمات استشارية بمساعدة الزبائن لتحسين السرعة والكفاءة.

لكن ماذا بعد الآن؟ بعد 20 سنة لن يكون هناك حاجة للإلتحاق بالتكنولوجيا لأنه سيتم طباعة الملابس حينها أي ستكون مجدية اقتصادياً أكثر من الحياكة والخياطة التي نعرفها طوال قرون.

Comments are closed.

%d