التحول من بيع المنتجات إلى بيع الاشتراكات .. أدوبي مثالاً
تواجه الشركات التقنية وقطاعاتها عادة تحولات كبيرة تعمل كالفوضى الخلاقة التي تطيح بخدمات وتقنيات وتظهر غيرها، وحدها الشركات الناجحة هي التي تنجو من تلك الفوضى أو تغيير المسارات وسنتحدث اليوم عن أدوبي.
مع بناء منتجات أدوبي الشهيرة لاسيما الفوتوشوب لبيئة سطح المكتب، أصبحت الحوسبة السحابية وانترنت الجوال بمثابة الفوضى الخلاقة التي قد تؤدي للإطاحة بالشركة وإفلاسها إن لم تتمكن من مواكبة التغير، لتصبح حالها حال كوداك التي أفلست بعد أكثر من مئة عام.
شانتانو ناراين المدير التنفيذي لأدوبي وبعقله التحليلي استطاع أن يعرف التغير القادم ويرى أنه إذا كانت استراتيجية أعمالك هي الحفاظ على الوضع الراهن، فهذه ليست استراتيجية مقنعة للغاية.
ولد ناراين في الهند لأبوين مهندسين ومشى بالطريق الشائع لأبناء جيله، اهتم بالحوسبة في الجامعة بالهند ثم انتقل إلى أمريكا لمتابعة دراساته العليا في علوم الحاسوب.
إن إنتقال أعمال أدوبي إلى السحاب يعني إلغاء النهج القديم الراسخ، أي بدلاً من بيع المنتجات الكاملة، يتم بيع الإشتراك في المنتجات. بالتالي لم يعد المستخدم يدفع ثمن المنتج بل ثمن الإستفادة منه أي القيمة الحقيقية التي يقدمها له، فالمستخدم لا يهتم فعلياً إن كان يملك المنتج أو يستأجره أو حتى يتاح له الوصول إليه. وهذا شيء أساسي لا تدركه الكثير من الشركات هي أن الزبون يبحث عن القيمة الحقيقية لا الشكل الذي تقدم من خلاله وهو ما يتضح من خلال القيام بتصميم مخطط Business Model Canvas.
يعرف ناراين أيضاً أن نقل أدوبي بموظفيها البالغ عددهم 12 ألف إلى هذا التحول في اسلوب العمل مهمة شاقة حيث سيكون صعباً على جعل الأشخاص الداخليين يشهدون رؤية الشركة الجديدة، حيث أن مجرد إتخاذ القرار الصحيح ليس مهماً لو لم ينفذه هؤلاء.
بالنسبة لناراين الذي يتقاضى راتباً 16 مليون دولار سنوياً فإن الحوسبة السحابية ليست ببساطة تقديم نفس المنتج لنفس الزبائن بطريقة مختلفة. بل يضيف أن العدسات التي تنظر من خلالها للفرص المتاحة أمامك تحدد مستوى طموحك.
رأى ناراين مرحلتين: الأولى هي توسيع سوق أدوبي، أي ليس مجرد منح المصممين البرامج اللازمة لإنشاء المحتوى بل حتى مساعدتهم في إدارة ذلك المحتوى وتحقيق الدخل منه بالتالي دخلت إلى مجالات عمل جديدة كالتسويق الرقمي ما جعلها في مواجهة أمام العملاقة IBM.
المرحلة الثانية كانت تحويل أدوبي إلى منصة عبر الإنترنت يمكن أن يفكر المبدعون اللجوء إليها في كل شيء تقريباً، كشراء الصور (اشترت أدوبي سوق الصور فوتوليا) أو البحث عن عمل جديد ( أطلقت الشركة قسم خاص بالبحث عن المواهب).
في أي شركة عندما تجبر على تغيير الوضع والإنتقال إلى وضع جديد تكون هناك حالة من عدم اليقين تعتري الموظفين قبل أن يصبح المخطط واضحاً. ووظيفة المدير التنفيذي الجدي هي تحديد الأهداف بدقة وربطها ببعضها لتكون الصورة الكاملة.
الإشتراكات أفضل طريق لضمان مصدر دخل ثابت والإستمرار في تقديم خدمات ذات جودة عالية
لقد طبقت الأمر في متجري الخاص بالقوالب لكن المشكلة هي أن العملاء لا يقومون بتجديد الإشتراك بعد إنتهاءه
ربما علي التفكير في حل إبداعي لهاته المشكلة
شكرا على المقالة