شركات ناشئة قيمتها ملايين الدولارات إعتمدت على توظيف المستقلين

عندما تشرع بإنشاء شركة ناشئة سيخطر ببالك أول شيء هو توظيف فريق عمل معك ليقوم بمهام مختلفة، لأن من أول الفروق البارزة بين الشركات الناشئة والعادية هي أن مؤسس الشركة لا يقوم بكل شيء بنفسه، لكن هل فعلاً أنت بحاجة لموظفين؟ لماذا لا تعتمد على مستقلين توظفهم عن بعد؟ تحدثنا في مقال سابق عن استراتيجية رجل المنتصف وأمثلة من الغرب وواقعنا العربي.

في الحقيقة قد يكون من الأخطاء الفادحة هي توظيف فريق عمل خاص بك منذ اليوم الأول. فأنت لديك تمويل محدود للغاية وتريد استغلاله بحكمة، لذا لا داعي لإنفاقه على تدريب الموظفين ودفع رواتبهم حتى لو تكن هناك أنشطة يقومون بها. إن اعتمادك على مستقلين خاصة في الأيام الأولى من إطلاق مشروعك وليساعدوك في بنائه قد يكون أحد أهم العوامل الحرجة في النجاة من عنق زجاجة التمويل وإطلاق منتجك الأول ولايزال في رصيدك بعض المال لأنك انفقت ما لديك بمكانه الصحيح.

اليوم سنمضي مع 13 شركة ناشئة ناجحة استخدمت المستقلين ووظفتهم لإنجاز مهام مختلفة والعمل على عدة مشاريع سواء كانت منتج معين أو كامل نشاطات الشركة.

1- Slack

هي منصة تواصل ما بين فرق العمل، بالأصل أسسها أربعة أشخاص قبل عامين لاستخدامها داخلياً في شركتهم، كما حدث مع جي مايل، لكن لاحقاً أطلقوها للعموم وحصدت شعبية كبيرة وصلت إلى أكثر من مليون مستخدم نشط منهم 200 ألف مستخدم بإشتراك مدفوع. وصلت قيمة الشركة بعد عدة جولات تمويل حصلت عليها إلى 3 مليارات دولار. استخدمت المستقلين في تطوير المنصة وحلولها منذ أيامها الأولى.

2- Fab

منصة تجارة الكترونية تأسست قبل 5 أعوام، جمعت تمويل بأكثر من 336 مليون دولار من خلال عدة جولات حتى تم الاستحواذ عليها في مارس الماضي. نمت المنصة بشكل كبير وكانت تستفيد من الأموال التي تحصل عليها من الجولات المختلفة، وللإستفادة أكثر كانت توظف المستقلين من الهند لدفع الشركة ونموها، فكما نعلم الفرق بين سعر صرف الدولار والروبية وكذلك اختلاف مستويات المعيشة يدفع آلاف الشركات الأمريكية للاعتماد على المستقلين الهنود بدلاً من توظيف أمريكيين.

3- سكايب

خدمة التواصل والدردشة الشهيرة، تعاون المؤسسين الدانماركي والسويدي مع ثلاثة أشخاص من استونيا الذين طوروا البنية البرمجية التحتية للخدمة التي استخدمت أيضاً بخدمة مشاركة الملفات الصوتية Kazaa. بعد عامين من إطلاقها ونجاحها استحوذت عليها إيباي بمبلغ 2.6 مليار دولار. لاحقاً اشترتها مايكروسوفت بمبلغ 8.5 مليار دولار ولايزال معظم فريق تطوير سكايب يعمل من استونيا مع أن المقر الرئيسي يقع في لوكسمبورغ.

4- Klout

خدمة احصائيات وتحليلات الشبكات الاجتماعية، تجمع بيانات عنك من مختلف الشبكات الاجتماعية لتعطيك رقماً يتراوح ما بين 0-100 يظهر مدى تأثيرك على الانترنت. استخدمت المنصة تقنية خاصة بها تم تصميمها لتعرف كيف تميز الحسابات المؤثرة وتقيس شدة تأثيرها. فمثلاً من تويتر تجمع بيانات عن عدد المستخدمين المتابعين لحسابك، عدد إعادة التغريد والقوائم التي تم وضعك فيها وتحذف منها الحسابات الوهمية وبعدها تعطي لحسابك رقماً كمؤشر على مقدار التأثير. تطبق منهجية خاصة بكل شبكة اجتماعية مثل فيس بوك، قوقل بلس، انستغرام، لينكدإن، فورسكوير وحتى مواقع مثل ويكيبيديا.

حتى تصبح التقنية جاهزة للإستخدام من طرف المستخدمين قبيل الإطلاق، اعتمدت الخدمة على عدد من المطورين المستقلين واستفادت من خبراتهم في هذا المجال بدون الحاجة لتوظيفهم بشكل دائم.

5- AppSumo

موقع لبيع المنتجات الرقمية بطريقة الصفقات اليومية. تأسس عام 2010 ولديه اليوم 700 ألف مستخدم. قد تستغرب لو عرفت أن الموقع تم إنشائه خلال يوم واحد فقط وباستخدام فريق للتطوير من باكستان بكلفة 60 دولار فقط. لاحقاً تم توكيل العديد من المهام لمستقلين عن بعد، مهام تتعلق بالتسويق وإدارة المحتوى والأمور التقنية.

6- Staff.com

هي بالأصل منصة تقدم خدمة توظيف المستقلين والمبدعين عن بعد للشركات، ولأن أهل مكة أدرى بشعابها، استخدمت نفس الأسلوب الذي تستخدمه شركات من أمريكا وكندا والمملكة المتحدة وغيرها وهي بتوظيف مستقلين عن بعد يعملون من منازلهم ساعدوها في نمو الشركة من ناشئة إلى شركة ناجحة في مجال التوظيف عن بعد تستخدمه كبرى الشركات الأمريكية لتوظيف أشخاص على الطرف الآخر من الكوكب بأسعار بخسة لهم لكنها مجزية للمستقلين.

7- Branchout

بدأ كتطبيق فيس بوك والآن وظيفته التشبيك ما بين المحترفين والموظفين والبحث عن فرص عمل. تلقى Rick Marini مؤسس والمدير التنفيذي لشركة SuperFan مكالمة هاتفية من صديقه يسأله إن كان يعرف أحد يعمل في شركة معينة، كان بالفعل لديه معارف هناك لكنه لم يتمكن من تذكر اسمه، جرّب البحث على فيس بوك ولم يصل إلى نتيجة وهنا لمعت في ذهنه الفكرة فطلب من مدير الهندسة في شركته أن يطور ويدجت يقوم بهذه المهمة وبالفعل بدأ تطوير التطبيق.

حصل التطبيق على تمويل بعد أشهر قليلة من إطلاقه من كبرى الشركات التقنية بما فيها فيس بوك وقوقل ووردبريس وقفز عدد مستخدميه خلال أقل من سنة بنحو 25 ضعف ليصل إلى 250 ألف.

تم الاعتماد على المستقلين لتطوير الخدمة بالكامل وبيعت بالنهاية إلى شركة برامج الموارد البشرية 1-Page بعد أن حصلت على تمويل إجمالي 49 مليون دولار واستخدمت خدماته كبرى الشركات العالمية بما فيها HP.

8- Github

مستودع استضافة المشاريع البرمجية والشيفرات والمكتبات الشهيرة التي يعرفها كل المبرمجين. وصلت الآن إلى أكثر من 9 مليون مستخدم و أكثر من 21.1 مليون مستودع برامج ما يجعله أكبر مستضيف للشيفرات المصدرية في العالم.

حصلت على تمويل جديد مؤخراً بقيمة 250 مليون دولار ما رفعت قيمة الشركة إلى ملياري دولار. واعتمدت الشركة على عدد من المستقلين العاملين من منازلهم حول العالم لتطوير المنصة المبنية بواسطة روبي.

9- Basecamp

كانت تعرف بإسم 37signals وتتخصص بتصميم الويب لكن أسباب مختلفة أدت لإفتراق مؤسسيها حيث تركها اثنين وبقي الثالث وحيداً فقام بتغيير الشركة كلياً بدءاً من اسمها الى تخصصها نحو تطوير تطبيقات الويب. أخذت الشركة اسم أول تطبيقاتها الذي كانت تستخدمه داخلياً لكنها لاحقاً أطلقته للعموم وفتحت مصدره كواحد من أبرز تطبيقات إدارة المشاريع.

استخدمت الشركة لاحقاً المستقلين للعمل على تطوير تطبيق Basecamp أكثر بعد أن أتيح للعموم وفضلت التركيز عليه بدلاً من منتجاتها المتعددة. اتمنى يوماً أن تدعم العربية بشكل كامل وصحيح.

10- AlertBoot

تنقسم الحوسبة السحابية إلى ثلاثة مستويات، تبدأ من تقديم التطبيقات كخدمة بعدها المنصة كخدمة وأخيراً البنية التحتية كخدمة، أي الشركة المزودة للحوسبة السحابية تعطيك العتاد كبنية تحتية لتستخدمها كما تشاء فتنصب الأنظمة والتطبيقات التي تريدها.

نقلت AlertBoot أعمالها من مراكز البيانات إلى تزويد البنية التحتية السحابية. ولتسريع عملية التطوير في مجال الاستضافة السحابية والبنية التحتية كخدمة سحابية قامت بتوظيف مستقلين لهذا العمل. فإن التوجه نحو IaaS البنية التحتية كخدمة جعل من السهل تطبيق خدمات جديدة بدون الحاجة لاستثمار مبالغ ضخمة تبرز كحواجز. ولو كانت فكرة IaaS متاحة عندما تأسست الشركة لكانت قد وفرت حوالي سبعة ملايين دولار.

11- MySQL

يعزى النمو الكبير في استخدام وانتشار أنظمة قواعد البيانات العلائقية MySQL إلى الاستراتيجية المتبعة أثناء تطويرها حيث تم الإعتماد على مستقلين من مناطق مختلفة حول العالم لتسريع العمليات.

كانت شركة MySQL AB السويدية ترعى النظام وتملكه قبل أن يصبح مفتوح المصدر، ولاحقاً انتقلت إلى صن مايكروسيستمز التي اشترتها أوراكل بمبلغ 7.4 مليار دولار بعد أن تراجعت IBM عن عرضها.

اليوم تعتمد الكثير من الشركات والخدمات الكبرى على نظام وقواعد بيانات MySQL في تشغيل عملياتها من بينها فيس بوك، قوقل، ويكيبيديا، فليكر، ووردبريس وغيرها.

12- SeatGeek

هي محرك بحث ومتجر متخصص ببيع التذاكر لحضور مختلف الفعاليات كالمباريات الرياضية والحفلات الموسيقية والسينما والمسارح وغيرها. يمكنك شراء بطاقتك عبر الموقع الذي يقوم بالبحث في عدة مصادر متنوعة وبفضل خوارزمية خاصة به يقترح عليك أفضل عرض مناسب لك من حيث السعر وموقع المقعد.

انطلقت الخدمة في 2009 وحصلت على تمويل بذرة 20 ألف دولار من مسرعة أعمال، بعد أقل من سنة حصلت على تمويل إضافي يصل إلى مليون دولار، بعد ستة أشهر حصلت على مليون دولار إضافية، بعد 4 أشهر حصلت على أكثر من نصف مليون دولار أيضاً، وبعد عامين حصلت على 1.7 مليون دولار والعام الماضي ارتفع الدولة في الجولة الثانية لتجمع 35 مليون دولار أما الجولة الثالثة فقد قدمت لها 62 مليون دولار.

وفرت الشركة على نفسها مبالغ كبيرة من التمويل الذي حصلت عليه من خلال توظيف مستقلين لإتمام مهامة معينة من دول اخرى، ساعدهم هذا الأمر ببناء البنية التحتية البرمجية بشكل أسرع وبتكلفة أقل من توظيف أشخاص دائمين في مقرهم.

13- Opera

متصفح الويب الشهير الذي يتميز باستهلاكه المنخفض جداً للبيانات خاصة على الهواتف المحمولة، استخدمت أوبرا المستقلين من عدة دول لإنشاء وتطوير المتصفح في بداياته واليوم لديه أكثر من 350 مليون مستخدم.

بالأصل بدأ أوبرا كمشروع بحثي في شركة الاتصالات النرويجية Telenor بعدها انفصل عنها كشركة كاملة مستقلة وأطلقت أول نسخة من متصفحها عام 1996. توالت الإبداعات والإضافات لمتصفح أوبرا ودعمه على أنظمة تشغيل مختلفة سواء لأجهزة سطح المكتب أو الهواتف المحمولة والذكية.

في البداية كان المتصفح مدفوع ولاحقاً أصبح يعرض اعلانات بطرق مختلفة حتى استثمرت قوقل ومولته لجعل محرك بحثها افتراضياً. قدمت أوبرا العديد من المزايا في متصفحها كمنع الاحتيال والتصيد وكلها تقنيات تم تطويرها في شركات خارجية مثل GeoTrust و Netcraft والحماية من البرمجيات الخبيثة من Haute Secure. والأهم منها كلها طبعاً تقنيات الضغط التي تجعلك توفر أكثر من 90% من استهلاك البيانات.

كما تلاحظون هذه عينة من شركات ناشئة اعتمدت على المستقلين في مختلف مراحل حياتها. سواء بالتطوير في البداية أو بجزئية معينة وهناك عدة أسباب دفعتها لهذا التغيير في استراتيجية التوظيف، سواء كانت خفض في التكاليف والاستثمار الأفضل من التمويل المتاح في بداية حياة المشروع، أو توفير الوقت أو الحصول على خبرات متنوعة جديدة بدون الحاجة للإلتزام معها بعقد عمل دائم طويل وغيرها.

أخيراً بقي أن نشير إلى أن الطريقة الأنسبة للعثور على المستقلين هي التوجه إلى منصات العمل الحر أبرزها أجنبياً freelancer و upwork وعربياً مستقل وخمسات.

 

Comments are closed.

%d