ما الفرق بين الاهداف و الاستراتيجية و السياسة؟

 

أرسل لي راكان على صفحة المدونة على فيس بوك يسألني سؤالين، و وافق أن أجيب عنهما في المدونة لنشر الفائدة للجميع.

السؤال الأول: ما الفرق بين الاهداف و الاستراتيجية و السياسة.

سأشرح بإختصار شديد بينهم مع مثال.

الهدف هو نتيجة محددة تريد الوصول إليها، يتم تحديدها بمعايير حتى نقدر قياسها فيما إذا حققناها أم لا، وإن لم نحققها فكم إنحرفنا عن الهدف؟ وما السبب وغير ذلك

أما الإستراتيجية فهي الخط العام الذي تسير عليه الشركة لتحقيق الأهداف الكبيرة لها، وهذا الخط العام لايتغير بسهولة ويتعلق بمدى بعيد جداً أي 20-30 سنة على الأقل

والسياسة هي منهجية عمل ثابتة نرجع إليها لنعرف كيف نتعامل مع الأمور التي تخصها

مثال: هدفنا تحقيق زيادة في المبيعات 5% من منتجنا سيارة موديل ناسداك خلال ثلاث سنوات فقط

أذكر هنا بقاعدة هامة يجب أن نستخدمها دوماً في صياغة الأهداف والقاعدة إختصارها SMART

S: Specific أي محدد، يجب أن يكون الهدف محدد، مثلا زيادة مبيعات .. لا يمكن أن نقول هدف أن نحسن وضعنا في السوق، فهذا هدف غير محدد، ماذا تقصد بوضعنا؟ مبيعات؟ حصة سوقية؟ عدد منتجات؟ استحواذ على منافسين؟

M: Measureable أي قابل للقياس، يجب أن نضع معايير رقمية لتقيس الهدف، مثلاً زيادة مبيعاتنا 5% .. ويمكننا بعدها نعرف هل حققنا الهدف أم أكثر أم أقل؟

A:Achievable  أي قابل للتحقق وأحياناً يقال appropriate أي مناسب، لايجب أن يكون الهدف أكبر بكثير من إمكانيات الشركة، يجب أن يناسب توجهاتها أيضاً، مثلاً لو كنا شركة ناشئة فمن المنطقي أولاً أن نقوي إمكانياتنا ضمن البلد الذي نحن فيه ثم نتوسع إلى دول أخرى، فلا يناسب أن نضع هدفاً التوسع إلى الدول المجاورة

R: Realistic أي واقعي، يجب أن يكون هدفاً معقولاً بالقياس إلى طبيعة الصناعة والشركات المماثلة، فلو كنت شركة تصنيع نسيج من غير الواقعي أن تفتح فرعاً لصناعة العصائر مثلاً، فلا يوجد أية علاقة بين الصناعتين.

T: Timely أي محدد بزمن وهذا أمر مهم جداً، لا يجب أن يكون الهدف فضفاضاً مفتوحاً. يجب أن نحدده بزمن حتى نعرف متى سنراقب تحققه، ونقيس التأخير الحاصل أو السرعة في إنجازه. فلا يمكن أن نقول هدفنا زيادة حصتنا السوقية خلال السنوات القادمة. ماذا تعني هذه العبارة؟ هل هي خمس سنوات؟ ثلاثين سنة؟ كيف سأعرف إن حققت الهدف ما لم تحدده؟

هذا كان شرح مختصر لقاعدة SMART للأهداف، والهدف الجيد يجب أن يلبي كافة المتطلبات.

طبعاً تقسم الأهداف بحسب عدة معايير أبسطها الزمن، فالأهداف قصيرة المدى وهي أقل من 1 سنة والمتوسطة وهي حتى 3 سنوات، أما طويلة المدى فهي 5 سنوات.

أما مثال عن الإستراتيجية فهناك عدد من الإستراتيجيات المعروفة، مثلاً إستراتيجية خفض التكاليف وهنا تعمل الشركة بكل توجهاتها على طرح منتجات بأسعار مخفضة تعتبر أساس التنافس ولاتولي الإهتمام الأكبر للجودة أو العلامة التجارية، في حين نلاحظ أن إستراتيجية آبل هي التمايز diffrentiation وهنا تركز على جودة عالية جدا و علامة تجارية قوية وسعر مرتفع و ولاء عالي .. فالإستراتيجية لايمكن تغييرها بسرعة لأنها تتطلب إعادة هيكلة للشركة .. فإستراتيجية آبل منذ أكثر من عشر سنوات على الأقل لازالت كما هي .. منتجات ذات جودة عالية وسعر مرتفع وعلامة تجارية قوية و زبائن ذي ولاء عالي

وأخيراً عن السياسة، فهي مثل القواعد التي نتبعها دوما، فمثلاً سياسة التسريح في الشركة تقتضي بفصل أي موظف يسرب بيانات الزبائن لجهة خارجية .. هذه قاعدة دائمة وتطبق دوما ومع كل الحالات .. طبعاً يمكن تغييرها لكنها قاعدة نعود للنظر إليها كلما وقعنا في حالة مشابهة.. كذلك سياسة العمل اليومية، فمثلاً على مدخل البيانات الإنتهاء من رفع جداول الفواتير حتى الظهر وبعدها يرحل المحاسب البيانات إلى برامج المحاسبة ويخرج التقارير اللازمة ويسلمها للأقسام .. كل يوم يجب أن تنفذ هذه القواعد كما هي.

أما السؤال الثاني فيخص أهم مفهومين في الإدارة الإستراتيجية وسأنشرهما في التدوينة القادمة

4 Comments
  1. أمير says

    شكرا لك

    1. امير العبيدي says

      من يسبق من السياسه ام الاستراتيجيه

  2. عبدالله says

    شكرا لك ولدي استفسار المثالي التالي الذي ذكرته الا يعتبر مانسميه بإجراءات العمل ؟

    (كذلك سياسة العمل اليومية، فمثلاً على مدخل البيانات الإنتهاء من رفع جداول الفواتير حتى الظهر وبعدها يرحل المحاسب البيانات إلى برامج المحاسبة ويخرج التقارير اللازمة ويسلمها للأقسام .. كل يوم يجب أن تنفذ هذه القواعد كما هي.)

    1. محمد حبش says

      نعم ممكن أيضاً. الاجراءات تكون أكثر تفصيلاً عادة

Comments are closed.

%d