السمات الشخصية المطلوبة في القائد

القائد هو الشخص الذي لا تتهدده المنافسة من أي فرد آخر داخل المؤسسة . بل على العكس يحاول الآخرون أن يتنافسوا على مساعدته . تنبع سلطة القائد من محبة الأتباع له وقدرته على إدارتهم وتوجيههم بشكل صحيح ، وهذ هو الفرق الجوهري بين القائد والمدير الذي يستمد سلطته من المنصب واللوائح والقوانين المعمول بها.

إن وصول القائد إلى هذه المكانة يستدعي حدا أدنى من بعض السمات الشخصية كالأتي :

– امتلاك قدر من الطاقة العصبية والبدنية يفوق ما يتمتع به الفرد العادي . فالقيادة عمل شاق يتطلب عملا دءوبا وجهدا متواصلا . فلا عجب إذن أن يشب عدد كبير من القادة في صفوف الجيش .

– القدرة على رؤية وبلورة الهدف الجماعي، مما يوحي للآخرين بإتباع رؤيته، حتى ولو كان غائبا . وهو ما يستدعي قدرة نادرة في الخطابة والبلاغة والتعبير عن الأفكار .

– الثقة المتبادلة بين القائد والأتباع . وهو ما يتطلب وجود نوع من الألفة والعلاقة طويلة الأجل بين القائد والأتباع .

– جاذبية شخصية، وهو ما أطلق عليه “ماكس فيبر” الكاريزما .

حالة عملية عن القيادة

“سويل لي أفري”، هو مثال حقيقي للقائد المتحيز للأهداف . أشتهر “سويل” بقدرته الفذة على إدارة أزمات الشركات التي تعاني من تقلص الأرباح . تم انتخاب “سويل” ليشغل عددا من أهم المناصب القيادية في ومنها لرئاسة ، US Gypsum ” الشركات الكبرى، فانتخب لمنصب رئيس شركة “الولايات المتحدة للجبس سلسلة محلات “وارد” التجارية الشهيرة . كان “سويل” هو محط كمال الشركات الكبرى عندما تواجهها الأزمات . فقد كان محنك ا في تطبيق سياسة التقشف وتقليل المصروفات وتطبيق الهندرة .

لكن ارتباط وصول “سويل” إلى المناصب القيادية بالأزمات، جعله مغرما بالأزمات . فحتى بعد انقشاع أزمات الركود التي واجهت سلسلة محلات “وراد” ظل “سويل” يطبق سياسته التقشفية ويعيد استثمار الأرباح في رأس مال الشركة ويصر على الاستئثار بإصدار القرارات ويدقق في مراقبة مديري الأفرع، ختى تكتل المديرون مع المساهمين ضده، فصحيح أنه قد أنقذ المؤسسة من الإفلاس، لكنه قلصها وعمل على انكماشها مما أفقدها جزءا كبيرا من عملائها لصالح المنافسين . كانت نتيجة الصراع أن قدم “سويل” استقالته . وعندما استلم القائد الجديد زمام الأمور لم يجد مفرا من انتهاج نمط قيادي مختلف يركز على الأفراد والمساهمين ويستطيع التكيف مع ظروف التوسع والازدهار الذي تشهده الأسواق .

نصائح هامة للقائد

يقدم الكاتب رون ولينجهام في كتابه ( الناس هم الأساس ، نظرية جديدة للقيادة ) مجموعة نصائح استمدها من ملاحظته لعدة قادة.

– احرص دائما على مراجعة المهارات القيادية التي تكتسبها – أحيانا بدون وعي – عقب كل تجربه. تمام ا كما يفعل مراقب المخازن في الجرد الدوري. ففي رحلة القيادة، عليك أن تعرف بدقة ما هو مخزونك الجاهز للاستخدام من الخبرات والمهارات القيادية.

– مهارة القائد ليست في الانتصار في الحروب التي يخوضها بل في انتقاء الحروب التي يجب أن يخوضها والابتعاد عن الحروب التي يجب أن يتجنبها.

– لا يمكن لأي شخص أن يخونك أو يجرحك إلا إذا كان أقرب المقربين إليك، فخيانة غير المقربين ليس لها أية تأثير. لذا اتخذ بطانتك من الصرحاء الذين يصارحونك بعيوبك قبل أن يبلغوها لأعدائك.

– نجاح معاونيك هو نجاح لك. لذا ادفعهم إلى النجاح، فذلك لا يأتي مصادفة، ولا يمكن لهم أن يحققوه وحدهم مهما حاولوا. فاصنع أتباع ا ناجحين تكن قائدا ناجحا. وتذكر أن كل الناس يبحثون عن النجاح ولا أحد يريد لنفسه الفشل، فلا تكن سببا في فشل أحد.

– لا تتهرب من المواجهة وإصدار القرارات الهامة، فالهروب في حد ذاته قرار.

– لا تختر أتباعك من العمالة الرخيصة. فالعامل الرخيص يكلفك أكثر.

– لا تغتر، فالغرور هو كفة القيادة. وكلما حصلت على ميدالية تنازل عنها لأصدقائك، حتى تسعى للحصول على غيرها.

– إياك والتلقائية. إياك أن تفعل ما تريد. إياك أن تقول كل ما تشعر به. فلا يحق لأحد أن يفعل ذلك إلا إذا بلغ أعلى مراحل الحكمة والتحكم في النفس. فإذا ما كنت دون ذلك فأعلم أن أول انطباعاتك عادة ما تكون خاطئة.

– حاول أن تشعر نفسك بالتميز والتفوق، وذلك بأن تعلم مرءوسيك شيئا جديدا، كل فترة.

– القائد لا ينجح أو يفشل اعتمادا على ما يستطيع أن يدفع مرءوسيه لتحقيقه.

– كل جهود تقييم الأداء وكل نظم الجزاءات والمكافآت لا فائدة منها إذا لم تسبقها جهود توجيه وتعليم كافية.

– شجع مرءوسيك على إيجاد الإجابات عن الأسئلة التي يطرحونها، وعلى تقديم الحلول للمشكلات التي يكتشفونها.