فقاعة الفضة والتلاعب بالأسواق

في العام 1973 قررت عائلة Hunt والتي كانت تعتبر أغنى عائلة في أمريكا في تلك الفترة، قررت شراء معادن نفيسة من أجل التحوط ضد التضخم. ولم يكن الذهب متاحاً للإقتناء من قبل المواطنين الأفراد في تلك الفترة، لذا بدأت العائلة بشراء الفضة وبكميات كبيرة.

في العام 1979 شكّل كل من نيلسون بنكر و ويليام هيربت بالإضافة إلى مجموعة من الأغنياء العرب ما يشبه بحيرة من الفضة، حيث تمكنوا وفي فترة قصيرة من جمع ما يقارب 200 مليون أونصة من الفضة وهو ما يعادل نصف المعروض العالمي من المعدن الثمين.

عندما بدأت عائلة Hunt بجمع الفضة في أواخر العام 1973 كان سعر الأونصة بحدود 1.95 دولار، وفي بدايات 1979 أرتفع السعر إلى حوالي 5 دولار. وفي الفترة الممتدة من نهاية العام 1979 وبداية العام 1989 أصبح السعر 50 دولار وبلغ ذروته عند سعر 54 دولار.

وحالما تم إحتكار سوق الفضة، إنضم المستثمرون في الخارج إلى هذا المزيج إلا أنه حدثت بعض التغييرات في قواعد التجارة في بورصة نيويورك للمعادن COMEX و وضع تدخل الإحتياطي الفيدرالي نهاية للعبة. وبدأ السعر بالهبوط حتى حقق خسائر50% في يوم واحد وهو 27 آذار 1980 إلى 10.80 دولار.

أدى هذا الإنهيار لسوق الفضة إلى خسائر هائلة للمضاربين، وأعلن الأخوة Hunt إفلاسهم. وبحلول العام 1987 نمت ديونهم لتقارب 2.5 مليار دولار في مقابلها أصول تقدر بـ 1.5 مليار دولار. وفي آب 1988 تمت إدانة الأخوة Hunt بالتآمر للتلاعب بالسوق.

والتجربة الأخرى التي تستحق الذكر من فقاعة الفضة وبحسب الكاتب Edward Chancellor فهي تجربة مسؤول في وزارة التجارة في البيرو والتي استخدمت للتحوط من إنتاج البلاد من الفضة. والذي خسر 80 مليون دولار من بيع الفضة على المكشوف وبطريقة غير شرعية.

ويقول Chancellor أنه وبالرغم من أنه مبلغ صغير نسبياً بالنسبة إلى دولة ذات سيادة، فقد ظهر ما يدعى ” التاجر الشرير” على الساحة المالية الحديثة.

وكان لسوق الأوراق المالية مشاكلها الخاصة من خلال صعود وهبوط الفضة، وبلغ مؤشر داو جونز ذروته في 13 شباط 1980 حيث كان المؤشر 903.84 نقطة، وأغلق يوم الإنهيار في 27 آذار عند 759.98 نقطة بإنخفاض 16% في 6 أسابيع فقط.

وبالنسبة للعديد من التجار كان إنهيار الفضة بمثابة القشة التي قصمت ظهر سوق الأوراق المالية بالفعل تحت حصار من عدة مخاوف كأزمة الرهائن الإيرانية والغزو الروسي لأفغانستان وأسعار الفائدة المرتفعة ( حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بمعدل 13% عن عام 1979 وبلغ سعر الإقراض الرئيسي 22% في بدايات العام 1980).

ولكن وبحلول نهاية العام، كان الهبوط منسياً بالكامل وأنهى مؤشر داو جونز العام على 963.99 نقطة وذلك بفضل الفرحة بإنتخاب رونالد ريغان كرئيس للولايات المتحدة.

3 Comments
  1. فراس جودة says

    هناك مشكلة في عرض التدوينة كاملة، حيث العمود الأيسر يغطي عليها.
    شكراً جزيلاً.

    1. ناسداك says

      على شاشتي كانت تظهر طبيعية، على العموم الآن عدلت الصورة قليلاً واعتقد ستحل المشكلة
      تحية لك فراس

  2. صلاح الدين حبش says

    شكراً على المقال المفيد، حيث جميعا نسمع بفقاعات الذهب والأسهم والعملات لكن هذه أول مرة أسمع بفقاعة فضة

Comments are closed.

%d