تجربة كابيتال هولدنج في الهندرة

تخيل أن شركتك قضت سنين طويلة تطور ساعة ممتازة ودقيقة ومعتدلة السعر. وبعد أن انتهت عملية التطوير وبدأ الإنتاج، تحول العالم إلى توقيت يقوم على 23 ساعة في اليوم. إن الساعة التي أنتجتها شركتك تعد تحفة هندسية بالفعل، ولكنها تعمل بنظام الأربع وعشرين ساعة. فماذا تفعل؟

هذا تشبيه قريب مما حدث لمجموعة (دايركت التابعة لشركة (كابيتال هولدنج). ( DRG رسبونس كشركة تسويق لكافة أنواع التأمين تعمل مستخدمة الهاتف والتلفزيون والإعلان البريدي. كانت الشركة تستخدم مشاهير النجوم في الإعلان من خلال أكبر ثلاث شبكات تلفزيون أمريكية وكانت قد بنت قاعدة تضم ملايين العملاء. وفجأة.. ظهرت عشرات شبكات التلفزيون وشركات الكيبل وشركات البث الفضائي، وظهرت عشرات شركات الإعلان البريدي التي غمرت السوق بالرسائل الترويجية. أمام هذا الزخم الإعلاني تاهت رسائل الشركة الإعلانية في بحر من الإعلانات وبدأت رسائلها البريدية ترمي في سلال المهملات. في عام 1988 ، جمع رئيس الشركة (نورم فيلبس) كبار المديرين وقال لهم: (إن عصر التسويق الكثيف قد انتهى).

بمعنى آخر أدركت الشركة أنها يجب أن تقدم شيئا مختلفا لعملائها الحاليين والمستقبليين، وأن تخاطب السوق بطريقة جديدة. ولهذا ابتكر (فيلبس) رؤية جديدة. لقد قرر أن تكون الشركة شيئا جديدا لم يتوقعه أحد من قبل: شركة تأمين تهتم فعلا بالعملاء وتعطيهم أفضل عائد ممكن مقابل كل دولار يدفعونه. وهذه هي رسالة الشركة الجديدة كما حددها (فيلبس):

“سيكرس كل منا جهده و وقته لإشباع الاحتياجات المالية لكل عميل من عملائنا ولأسرته أيضا، وذلك من خلال:

-الاهتمام العميق بالعميل وإدراك ظروفه المالية تماما .
-تقديم قيمة حقيقية من المنتجات والخدمات التي تلبي حاجة العميل.
– الاستجابة للعميل بمعلومات واضحة.
-الاهتمام الشخصي بالعميل واحترامه بالشكل الذي يستحقه.

ما هي الهندرة ببساطة ؟

وتعرف الهندرة بأنها: (إعادة النظر وإعادة التصميم الكلي للعمليات الإدارية لتحقيق تحسينات جذرية- ليست هامشية- في مقاييس الأداء الحاسمة والتي تشمل التكلفة والجودة والخدمة والسرعة).

الهندرة تعنى بالعمليات لا بالمنظمات. الشركات لا تهندر إدارة الإنتاج أو إدارة المبيعات؛ بل تهندر العمل الذي يؤديه العاملون في تلك الإدارات. لكن الخلط بين الوحدات الإدارية والعمليات ناتج عن تعود الموظفين على أداء وظائف تلك الإدارات وعدم تعودهم على العمليات. ولأن حدود الإدارات واضحة ومرسومة على الخريطة التنظيمية. أما العمليات فغير ظاهرة للعيان. ولأن للإدارات أسماء، بينما العمليات تكون في الغالب بلا أسماء.

ولزيادة الألفة بين العاملين والعمليات يمكن ببساطة إعطاء تلك العمليات أسماء تدل بوضوح على ما
يجرى فيها من البداية إلى النهاية. أي النظر بالتحديد في مدخلات العملية ومخرجتها. وهذان العنصران ( المدخلات و المخرجات ) هما أهم ما تعنى به الهندرة في إدارة الأعمال. وبالنظر إليهما يمكن تحديد مسميات العمليات. وهذه أمثلة عليها:

*عملية تطوير منتج: من فكرة إلى نموذج.
*عملية التصنيع: من شراء المواد إلى شحن المنتج.
*عملية البيع: من عميل محتمل إلى عميل يشتري.

1 Comment
  1. عبدالله كسناوي says

    متخصص ومهتم بالهندرة

Comments are closed.

%d