كل ما تود معرفته عن فك ارتباط الفرنك السويسري باليورو

 

قبل أيام قليلة تفاجئ العالم بقرار البنك المركزي السويسري بفك ارتباط الفرنك باليورو الذي دام لثلاث سنوات ونصف ليحدث زلزال في الأسواق المالية وأسواق العملات والفوركس حيث تسبب بخسائر كبيرة وافلاس شركات وساطة وبنفس الوقت اثراء مستثمرين وشركات اخرى.

هنا سنحاول الإجابة عن بعض الأسئلة الهامة حول هذا القرار، ماذا يعني سقف العملة؟ ولماذا قامت سويسرا بالربط بسقف ثابت؟ ولماذا تخلت عنه اليوم؟ وغيرها.

سقف العملة

طوال السنوات الثلاث والنصف الماضية كان الفرنك مرتبطاً بسقف ثابت مع اليورو وهو 1.20. معظم الدول الغنية تدع عملاتها معومة بحرية يتحكم بسعر صرفها العرض والطلب. ولكن في حالة سويسرا كانت قد طبقت الربط الثابت بسقف تلتزم عنده السلطة النقدية متمثلة بالبنك المركزي أن يشتري العملات الأجنبية من أجل ابقاء سعر الصرف دائماً تحت السقف.

لماذا نحتاج السقف؟

خلال الأزمات المالية المتكررة لاسيما من بعد 2008، ولأن سويسرا تعرف باستقرارها المالي الكبير بدأت رؤوس أموال المستثمرين بالتدفق إليها من كل حدب وصوب باحثة عن ملاذ آمن. وأدى الطلب المرتفع على الفرنك إلى ارتفاع حاد في قيمته.

وفي عام 2011 في ذروة أزمة الديون الأوربية ارتفع سعر صرف الفرنك 20% مقارنة بأسعار صرف عملات شركاء سويسرا التجاريين. هذا الإرتفاع أدى للإضرار بمصالح المصدرين حيث أن المنتجات السويسرية ( خاصة الساعات والأدوية ) ستصبح أقل جاذبية ومنافسة في السوق العالمي نظراً لإرتفاع أسعارها مقارنة بمثيلاتها من غير دول وذلك لإرتفاع سعر صرف الفرنك.

ومن خلال هذا التوجه بدا أن الاقتصاد السويسري يتجه نحو فترة طويلة من الإنكماش الحاد، لذا في ايلول 2011 فرض البنك المركزي السويسري سقفاً لسعر الصرف هو 1.20 فرنك لليورو.

المثير للإهتمام أنه قبل وضع السقف بدأ البنك المركزي بحملة تصريحات تمهيدية لوضعه، لكن عند رفعه مؤخراً كان الأمر مفاجئ وبالعكس حتى سبقه بأيام تصريحات بأنه لايزال ملتزم بالدفاع عنه.

فعالية السقف

بعدة أشكال نجح هذا السقف في أداء دوره. عمل البنك المركزي على إبقاء سعر صرف الفرنك تحت السقف وذلك من خلال شراء الأصول المقومة بعملات أجنبية من أجل الحفاظ على إلتزامه بالسقف.

وخلال السنوات الماضية التي طبق فيها السقف كان نمو اقتصاد سويسرا أسرع من نمو اقتصاديات منطقة اليورو. واستمر التضخم سلبياَ وهو أقل من هدف البنك المركزي.

لماذا تخلت عن السقف؟

برر البنك المركزي السويسري قراره بأن ” المغالاة الإستثنائية ” للفرنك مقابل العملات الأخرى قد تضاءلت منذ بدء تطبيق السقف. وخاصة مع الإرتفاع الأخير في الدولار أمام اليورو أدى لهبوط حاد في قيمة الفرنك أمام الدولار نظراً لأنك مرتبط بشكل ثابت مع اليورو.

ومع ذلك يعتقد الخبراء بأن هذا القرار مرتبط بلقاء مرتقب لصانعي السياسة النقدية في منطقة اليورو حيث سيطلقون برنامج التيسير الكمي ما قد يؤدي لموجة جديدة من تدفقات الأموال إلى الأصول السويسرية ما قد يضغط على سعر الصرف ويجبر البنك المركزي على التدخل من جديد.

وعلى لسان رئيس مجلس إدارة البنك أنه من الأفضل فك الإرتباط الآن على أن يتأخروا سنة إضافية ويتسبب بأضرار أكبر. وبتعبير آخر فإن الفرنك قفز من سفينة اليورو الغارقة قبل فوات الأوان.

ماذا فعل المركزي مقابل رفع السقف؟

بالتزامن مع إعلان رفع السقف وفك الإرتباط وتعويم الفرنك، قام بتغيير في سعر الفائدة على الودائع أيضاً من -0.25% إلى -0.75% ما يجعل البنوك تدفع مبالغ أكبر من قبل إن احتفظت بأموالها مودعة لدى المصرف المركزي وذلك للضغط عليها لتشغيلها في الاقتصاد.

اقرأ أيضاً: ما هو نظام التعويم؟ ملخص تعريفي مبسط لأهم أنظمة أسعار الصرف

مخطط يوضح رحلة الفرنك السويسري واليورو منذ 2009 قبل وضع السقف والربط الثابت

1 Comment
  1. اخبار says

    جميل جدا معلومات

Comments are closed.

%d