عرش الدولار و حربة دول البريكس

 

في برنامج 7 دقائق على قناة CNBC عربية تحدثوا عن ملامح تنبؤ بأن الدولار في حالة ضعف حالياً وهناك تنامي من قبل دول البريكس .. هل يهتز عرش الدولار؟

بإستعراض سريع للأيام الماضية نجد الإتفاق الإستراتيجي الهام بين روسيا و الصين حول الغاز بقيمة 400 مليار دولار، إضافة لإتفاقات دائمة بين البلدين الهامين على صعيد التبادلات التجارية بمختلف السلع.

كما أن هناك دول اخرى من مجموعة دول البريكس قد تنضم لمثل هذه الاتفاقيات لتعزيز قوتها ككتلة اقتصادية هامة.

وتشير التقديرات بأنه لو تخلت روسيا و الصين فقط عن استخدام الدولار في تبادلاتها التجارية فإن ذلك سيؤدي لخروج 17 تريليون دولار عن التداول.

بالرجوع قليلاً إلى 2009 فإن هناك محادثات سرية دارت بين روسيا و الصين واليابان وحتى فرنسا من الدول الأوربية لتبديل التعامل بالدولار إلى العملات المحلية الوطنية في مشتريات النفط.

واذا حصل هذا الإتفاق بين هذه الدول فإنه سيؤدي بلاشك إلى خسارة أمريكا لمركزها المتفوق في العالم وبالتبعية خروج الدولار عن السيطرة على التجارة الدولية.

ويسيطر اليوم الدولار على ثلثي المبادلات المالية العالمية، كما أن ثلثي الاحتياطيات المالية في العالم هي بالدولار. وتستفيد أمريكا من قوتها العسكرية لتعزيز بقاء الدولار في الصدارة.

مع قوة أمريكا العسكرية إلا أن واردات أوربا والصين و اليابان والهند تفوق واردات أمريكا بأضعاف كثيرة.

كما أن واردات الشرق الأوسط والصين واليابان والهند يساوي اضعاف واردات أمريكا.

وهنا لو اتفقت هذه الكيانات معاً للتخلي عن الربط مع الدولار في المبادلات فإن ذلك سيكون صفعة في وجهة العملة الخضراء.

طيب هل يمكن فعلاً الاستغناء عن الدولار؟

قام الرئيس العراقي صدام حسين في عام 2000 بوقف التعامل بالدولار والإتجاه إلى اليورو بدلاً من ذلك ما أدى لتحسين إيرادات العراق لنمو سعر صرف اليورو بشكل كبير. لكن أمريكا لم تسكت عن هذا وخاضت حرب العراق 2003 واعادته إلى حظيرة الدولار وبالتالي لحقت بها خسائر كبيرة.

ولما كان الأمين العام للأمم المتحدة حينها كوفي عنان موافق لخطوة العراق بالخروج عن الدولار إلى اليورو، قامت أمريكا بتلفيق التهم له من بينها ما دار حول برنامج النفط مقابل الغذاء.

وفي عام 2000 أيضاً قامت اليابان والصين بالإتفاق بينياً على التخلي عن الدولار في المعاملات التجارية بين البلدين والتوجه إلى استخدام العملات الوطنية الين واليوان ما أدى لتعزيزها و زيادة التبادل التجاري بين البلدين.

وفي عام 2004 قامت كوبا بوقف التعامل بالدولار و اللجوء إلى مصادر بديلة لزيادة الإحتياطي من العملات الأجنبية كما دفعت المغتربين إلى التحويل بعملات اخرى غير الدولار.

اذكر هنا عدة أفلام وثائقية قام بإنتاجها المعهد الوطني للتضخم الأمريكي تتحدث عن انهيار الدولار و النظام المالي الأمريكي يمكنكم الإطلاع عليها من موقعه

1 Comment
  1. Anas Bahhah says

    تدوينة ممتازة أستاذ محمد، وتلفت النظر إلى العديد من الأمور.
    الدنيا دوّارة! وباعتقادي آجلاً أم عاجلاً سيسقط الوحش الأمريكي، وستظهر تحالفات جديدة.

Comments are closed.

%d