مشاهدات مواطن – 1
مرت أحداث كثيرة منذ آخر تدوينة ، سقطت حكومات معشعشة وصعدت مفاهيم جديدة على السطح ، هي عادة متأصلة في أني لا أحب الخوض بالأحداث العامة و أكتب كما يكتب الجميع حول شيء ما حصل … عموما هذا ما حصل
سأحاول اليوم البدء بالكتابة عن مشاهدات مواطن سوري ، مواطن بسيط ، يعيش حياته كالناس العاديين لأنه منهم أصلاً ، تمر مع هذا المواطن أحداث ، سواء شارك بها أو فقط لاحظها ، يحب أن يكتب عنها للرأي العام أو لمن يهمه الأمر ، على أي حال وبما أن المدونة جريدتي الالكترونية فأنشر على حائطي بضعة شخوطات تشير للأخطاء كما تفعل للمبادرات الإيجابية
ويجدر التنويه إلى أن هذه السلسلة تكتمل بحسب المشاهدات وليس هناك من حد تتوقف عنده
المشهد 1 – عقد الإيجار و فاعل الخير
المكان : مجلس المدينة
دخل المواطن ليستصدر صورة مصدقة عن عقد إيجار و إستئجار لعقار و طرق باب غرفة الكمبيوتر و كان الموظف جالسا وحيدا و اكواب الشاي و المتة و القهوة و صحن السجائر العارم شاهدا على حوارهما .. كانت ( سوليتير العنكبوت ) بوسط المرحلة .. وطلب منه اصدار صورة عن العقد و قدم المعلومات المطلوبة … لكن الموظف كان مشغولا جداً بفك عقدة السوليتير ..
ما كان من المواطن إلا أن يقدم خبراته مجانا و تنتهي اللعبة بسرعة حتى يستفيد من خدمات الكمبيوتر و الموظف و العثور على طلبه استخدم برنامج مؤتمتا يحفظ فيه كل سجلات العقود في المحافظة و بحث عن اسم المؤجر … لا نتيجة … اسم المستأجر … لا نتيجة .. والحل ؟
نظر الموظف بعين المواطن .. و قال عندي الحل .. قدم له السجل الورقي !
لمن لا يعرف السجل الورقي .. هو دفتر عملاق عرض صفحته يصل إلى متر و كل صفحة تحوي حوالي عشرين اسم ويزن الدفتر اكتر من 1 كيلوغرام
اعتقد المواطن انه يمزح .. لكنها كانت الحقيقة المرة … فعليه البحث يدويا في سجل ورقي يحوي اسماء مؤجري و مستأجري البيوت بمحافظة حلب كاملة و تم تبويب البيانات بحسب الشهور ، إذن عليه قضاء ثلاثة ايام على الاقل و شرب 5 ليتر قهوة ليعثر على الاسم
همهم و تمتم وخرج … استقبله ” فاعل خير ” و شرح له قصته .. فقال بسيطة ! .. اعطني المعلومات و تعى بكرا
صار بكرا و جاء المواطن .. وكانت المعجزة .. صورة مصدقة اصولا عن العقد المطلوب .. لكن كيف فعلتها ! .. هذا عملي .. 800 ليرة الله يرزقك .. لم يفكر حتى مجرد تفكير هذا المواطن و دفع له راتبه اليومي و اكثر ليحصل على ورقة عليها ختم و طابع
دخل الى غرفة الكمبيوتر مجددا ليعرف سبب عدم ظهور نتيجة بحثه .. و هذه المرة كانسة الألغام كانت سهلة و نجى من جميع الألغام .. بحث عن الأسم و ظهرت النتيجة !! … ماذا؟ .. بالأمس لم يظهر شيء .. فما تغير اليوم ؟
الحقيقة : موظف الكمبيوتر متواطئ مع ” فاعل الخير ” وهو مسير معاملات ليعقد الأمر امام المواطن ليلجئ للمسير ويطلب منه اضعاف المبلغ الذي يكلفه … معاملة صورة عن عقد الإيجار تكلف بين 130 الى 150 ليرة ولكنه طلب 800 ليرة ..
التعقيد كان بأن الموظف بحث بين سجلات عقود الإيجار التجاري بينما كان من المفروض لو بحث بين عقود السكني لظهرت النتيجة ولما لم تظهر اعطاه السجل الورقي للتجاري وايضا حتى لو امضى ايام بالبحث والفصفصة لما ظهرت له نتائج ..
اسلوب التعقيد للحصول على الرشوة معروف ومشهور جدا وهذا احد تطبيقاته
سلسلة المشاهدات بدأت ..
OMG !!!
و راحت على الدراويش !
لمتى بدو يضل الفساد ينهش لحم المواطن و المواطن ينهش لحم المواطن الفقير و الي بعدو وهكذا ..
بانتظار المزيد من المشاهدات علّ وعسى يصحى الضمير
مشكور ناسداك
[…] مشاهدات مواطن – 1 […]