المطر الهاطل من الأرض
توفيق شاب بسيط نشأ في بيئة عادية مفعمة بالرتابة التي تقتل معنى الحياة فكل الأيام تشبه بعضها والاختلاف هو رقم ورقة التقويم
بكتب مستعارة من ابن الأفندي على سبيل الزكاة برأيه أمضى سنين دراسته حتى تخرج من الجامعة مع بعض الشباب من أمثاله .. لم يكن بينهم أبناء أفندية حيث لم تكن الدراسة من اهتماماتهم إذ يمكنهم بحفنة من الأموال الجافة شراء علم الدارسين وضمائر المتخاذلين
تفرق الخريجون ليعمروا البلد وفي مختلف مجالات الحياة حسب ما يستطيعون تحصيله لكن توفيق كان مصراً على أن يحقق شيء جديد ويلبي طموحه اللامتناهي بينما كان يدرس في كلية الميكانيك المسننات والحركة والرسم الصناعي كان يريد يوما أن يحقق ما يدرسه بيده لا أن ينتهي به المطاف في ورشة لإصلاح السيارات أو كفني يعمل تحت إمرة شخص أقدم منه بالمهنة
حصل توفيق على فرصة عمل كمرافق لرجل اعمال ثري يملك العديد من الشركات حيث يساعده في إدارة الأعمال البسيطة لديه وكان عمله كفرصة للتعلم أكثر مما كان كسباً للمال والعيش فما كان يجني الكثير من المال
في احد الأيام تمت دعوة رجل الأعمال هذا لزيارة معرض في دولة أوربية وفكر بها رجل الأعمال من ناحية مادية بحتة فهل سيجني مالاً من هذه الرحلة أكثر مما سيتكلف من مصاريف … حاول توفيق أقناعه بالذهاب وطلب منه مرافقته حتى يساعده أيضا ..
قاموا بزيارة مبدئية للمعرض وتجولوا في أقسامه كما شاهدوا المعروضات وحاولوا الاستفادة من الأفكار … كان عينا توفيق تشخصان منبهرة بكل ما يراه أمامه فإنها المرة الأولى التي يتعرف فيها على هذه التقنيات والأساليب… استمرت جولتهم لمدة من الزمن تعرفوا فيها على أقسام المعرض والشركات الجديدة كذلك على منتجاتهم .. كما تغاضوا عن بعض الأجنحة البعيدة والمهمشة من الزوار
في الأيام التالية استغل رجل الأعمال فرصة وجوده في هذا البلد وحاول جعل رحلته سياحية أيضا فقام بجولة ضمن المدينة وتعرف عليها بشكل أفضل لكن توفيق اعتذر منه واخبره بأنه يريد الإطلاع على المعرض مرة ثانية.. فأخبره رب العمل بأنه سيفوت الكثير
عادوا من السفر لتستمر رحلة الروتين الإداري القديمة ولكن رجل الأعمال لاحظ الإرهاق على توفيق في بعض الأيام مع أن عدد ساعات العمل لم يتغير فقد كان توفيق يذهب في نهاية اليوم إلى ورشة صغيرة أنشأها في قبو البناء وكان فيها جهاز لحام وجهاز قطع ومحرك سيارة وبعض الأدوات الأخرى … كان يعمل على شيء ما لم يخبر به احد
ذات يوم حاول إقناع سائق سيارة الشركة بأن يحضر السيارة إلى ورشته الصغيرة ليجري له بعض التعديلات التي ستبهره ولكن السائق رفض بشدة معتذرا بأن السيارة ليست ملكه وهو مؤتمن عليها و لايحق له التصرف بتا … قدم توفيق الضمانات بأنه لن يحدث شيء وانه سيقوم بعمل جيد
انزلوا المحرك وانهمك توفيق بالعمل عليه ثم انتهى وأعاده إلى مكانه … شغل السائق السيارة وإذ بتا تعمل وكأن شيء لم يكن … اخبره بأن يملئ الخزان بالوقود ويضبط العداد ويخبره كم استهلت من الوقود عندما يصل لنصف الخزان
وبعد عشرين يوم جاءه السائق مذهولاً.. وصل مستوى الوقود بالخزان إلى النصف وقال متفاجئاً ماذا فعلت ؟ كان من المفروض أن آتي إليك بعد أسبوع من ملئ الوقود وكانت السيارة تعمل كعادتها وبنفس المسافة … لماذا انخفض استهلاك الوقود بهذا الشكل الكبير ؟
هنا اخبره توفيق بأنه عندما كان في رحلة مع رجل الأعمال لزيارة معرض انه اطلع على جناح المساهمات الفردية لفكرة طورها مخترع تقوم بتعديل مسار الوقود بشكل بسيط لكن جوهري حيث ينخفض استهلاك الوقود بموجب هذه الحركة بشكل كبير جدا وتجربتنا على هذه السيارة أثبتت صحة العمل
ابقى توفيق فكرته سراً وكان بين الحين والآخر يعرض تعديل محركات سيارات أشخاص يعرفهم وكان يتقاضى مبلغ بسيط مقارنة بالتوفير الكبير الذي سيحققه صاحب السيارة من الوقود
شيئاً فشيئاً أصبح لدى توفيق ورشة كبيرة تستقبل يوميا خمس سيارات لتجري عليها التعديلات واستقال من عمله كمرافق لرجل الأعمال حتى يتفرغ لعمله الجديد بشكل كامل وهكذا بنى ثروة طائلة واصبحت ورشته أكبر
لعلنا نعتبر من هذه القصة بأن نطلق العنان لأحلامنا ولا نرضى بمجرد ما يتوفر لدينا وأن نجد الحلول لمشاكلنا بأنفسنا لا أن ننتظر الآخرين أن يحلوا مشاكلنا وهكذا اخرج توفيق المطر من الأرض بينما كان الجميع ينتظر أن يهطل من السماء
لعلنا نعتبر من هذه القصة بأن نطلق العنان لأحلامنا ولا نرضى بمجرد ما يتوفر لدينا وأن نجد الحلول لمشاكلنا بأنفسنا لا أن ننتظر الآخرين أن يحلوا مشاكلنا وهكذا اخرج توفيق المطر من الأرض بينما كان الجميع ينتظر أن يهطل من السماء
بالفعل اخ محمد بارك الله بك على المقال الاكثر من رااااااااااائع ….هكذا تكون الاحلام وهكذا يكون العمل بالاصرار والعزيمة والاهداف القيمة نصنع المعجزات ونبتعد ونلغي التواكل والانهزامية والادعاء بانه ليس بيدنا شيء نفعله بارك اللله بك وبارك في الاخ توفيق الذي ضرب لنا مثلا قيما راقيا رائعا فقد اضاف للدنيا شيئا نافعا زاده على حياتنا ومن بيئة بسيطة ولم يكتف بالتفرج على الواقع كمعظم البشر واكثرهم بل قرر ان يضيف للحياة ولبيئته معنا وعلما جديدا ويطلع زيكتشف ويجرب شيئا يثري به مجتمعه ويجلب به المنفعة لمن حوله …ياليتنا نقتدي ب توفيق فتلك هي الحياة …
واقول ان لم تزد على الحياة شيئا …كنت انت زائدا على الحياة
وان لم يكن لك هدف واضح ينير دروبك …ويوجه قراراتك ….فسوف تصبح انت هدفا لغيرك …يوجهك كيف يريد وحيثما يريد …
بارك الله بعلمك اخ محمد ونفعنا به يارب العالمين ..واكرر شكي لك لنقلك الجميل ….بوركت ..وفقك الله وسدد خطاك …
قصة جميلة وتدوينة موقة
تدوينة موفقة
يحتاج الإبداع بالإضافة للدعم المادي مساحة كبيرة من الحرية ، وفي داخل المرء إلى الرغبة به
islam rose دائما تخجليني بكلامك وإطراءك فشكراً جزيلاً لك
هذه القصة قد ألفتها ولأمرر من خلالها عدة رسائل كتبت خلاصة بعضها في تعليقك فشكراً لك
حسام اهلا ومرحبا بك دائما عزيزي
رامي … اوجزت معادلة النجاح .. الحرية اهم ركن برأي
اهم شيء في الاعمال هي الحرية كشرط
تدوينة رائعة جدااا ناسدك
بعض الأحلام تولد من رحم المعاناة…
تدوينة رائعة 🙂
جميل جدا … تسلسل منطقي للأحداث و فكرة يمكن اسقاطها على الواقع الذي نعيش في حال وجد من يفكر مثل توفيق !…. أعجبني اختيار الاسم … فكان توفيق اسم على مسمى …
هناك شيء صعب لكن لا وجود للمستحيل …و اهم شيء لتحقيق ما نريد هو الرغبة به ..و الايمان بقدرتنا على صنع النجاح …
شكرا لك ناسداك … دمت بود …
اللجي .. تماماً ان لم نكن اسياد انفسنا ونملك حريتنا في التفكير فكيف سنحقق النجاح في اعمالنا
اسماء :: هذا سر النجاح لدى الكثيرين … فالعظماء عانوا كثيرا كثيرا حتى نجحوا وقصصهم معروفة
nanousa :: يهمني كثيراً رأي خبيرة في هذا الموضوع … انها اول مرة اكتب بها قصة