التوزيع .. شبيك لبيك المنتج بين يديك

 

ثالث عناصر المزيج التسويقي.. ويعنى بشكل أساسي بتوصيل المنتج أو الخدمة إلى الزبون بالمكان والزمان الذي يريده، لماذا للتوزيع هذه الأهمية التي جعلته مرتكز ضمن المزيج؟

تخيل أن شركة ما طورت مسحوق غسيل جديد بمواد فعالة أكثر ومناسب للأبيض والملون وسعره مناسب جداً، هكذا منتج يحتاج لحملة تسويقية بارعة لذا كلفت واحدة من كبرى الوكالات مثل أوجيلفي وأنفقت ملايين الدولارات للإعلان عن المنتج الجديد الذي سيكسح المنافسين مثل تايد وبرسيل وأومو.

نزلت ربات المنازل في اليوم التالي لمشاهدة الإعلان وسألت من محل البقالة أو المتاجر والسوبر ماركت عن المسحوق الخرافي، لكن أجابهن البائع أنه غير متوفر بعد.. مرة بعد مرة .. يأست السيدات وعادت لشراء منتجها التقليدي.

ماذا حصل؟ كل الإنفاق على تطوير المنتج وصنعه وتسويقه ذهب سدى، لأن المنتج لم يكن متوفراً بالوقت والمكان الذي طلبه الزبون.

نلحظ أهمية التوزيع بشكل أكبر في منتجات FMCG سريعة الإستهلاك، وهي منتجات لاتحتاج لكثير من التفكير لقرار شرائها ثم أن استهلاكها سريع كالأغذية والمشروبات ومساحيق التنظيف وغيرها.

تكون مشاكل التوزيع بسيطة إن كان الشركة محلية، فأقصى شيء يمكن أن يواجهك هو أن انتشار منتجك في متاجر مدينتك ليس كافياً، وهنا يمكنك الإيعاز بتكثيف الشحن. لكن ماذا لو كنت شركة عالمية مثل كوكا كولا تحتاج لأن توصل مشروبها المنعش والبارد إلى آخر قرية هندية وحتى كندا المتجمدة وإلى تشيلي .. هنا تظهر مشاكل جديدة.

سبق وأن أعددت بحثاً عن التسويق أثناء دراستي في ماجستير إدارة الأعمال وكان تحديداً سلسلة التوزيع لكوكا كولا في الهند، هناك تشكيلة متنوعة من عربات النقل التي تستخدم لنقل صناديق الكولا من المصنع للزبون. مثلاً هناك الشاحنات الكبيرة من المصانع إلى مراكز التجميع، ثم شاحنات متوسطة من تلك المراكز إلى المدن، ثم سيارات صغيرة لضواحي المدن، وللقرى هناك عربات صغيرة تناسب الطبيعة الوعرة. بهذا التعقيد تضمن كوكا كولا أن مشروبها المنعش يصل للجميع ومتوفر لدى كل منافذ البيع.

تذكر المرة التالية عندما تنزل للمتجر وتطلب منتج معين، فالشركة الناجحة توزيعياً هي التي تقول لك شبيك لبيك المنتج بين يديك.

Comments are closed.

%d