لا .. الروبوت لن يسرق وظيفتك

 

نشرت مجلة التايم في أواخر شباط 1961 مقالاً تقول فيه:

“عدد الوظائف التي خسرها الإنسان وذهبت إلى الآلات الأكثر كفاءة هو فقط جزء من المشكلة. في الماضي كانت الصناعات الجديدة توظف عددا من الناس يفوق كثيرا عدد الذين تخرجهم من سوق العمل. لكن هذا لا ينطبق على كثير من صناعات اليوم الجديدة”.

مع أن هذا كلام قديم عمره أكثر من 50 سنة إلا أنه يمكن أن يقال اليوم ويبقى صحيحاً أيضاً.

فلم تيرمينتور و خوارزميات الكمبيوتر التي تقضي على الوظائف أسرع من استحداثها، هو جزء من التفاوت الكبير بين خوفنا و الواقع فيما يتعلق بالأتمتة.

انظر من حولك، قريباً ستكون هناك سيارات ذاتية القيادة، في أي مكان تدخله الموظفين البشر هم حراس الأمن الذين وظيفتهم منعك من سرقة الآلات الثمينة. كان سابقاً الكمبيوتر دوره تصحيح الأخطاء الاملائية لكنه اليوم يترجم ما تكتبه إلى لغة بلد في أقصى الكرة الأرضية. أليس من المؤكد أن الروبوت سرق وظيفة أو اثنتين حتى الآن؟.

الأتمتة كانت تدمر وظائف معينة في صناعات معينة منذ فترة طويلة، وهذا هو السبب في أن معظم الغربيين الذين يحيكون الملابس، أو يزرعون ويحصدون المحاصيل بأيديهم إنما يفعلون ذلك من أجل المتعة. في الماضي كانت هذه العملية تزيدنا غنى.

أما الكمبيوتر فهو يجعل الوظائف غير لازمة بشكل أسرع مما يمكننا توليد وظائف جديدة. بالتالي ستكون هناك بطالة كبيرة. مع أننا محاطون بأجهزة الكمبيوتر الرخيصة والقوية، وهناك الكثير ممن فقد وظيفته خلال العقد الماضي، السؤال الهام ما مدى نمو الانتاجية؟

تقاس الانتاجية بناتج كل ساعة عمل. في الولايات المتحدة كان متوسط نمو إنتاجية اليد العاملة عند نسبة مثيرة للإعجاب هي 2.8 في المائة سنويا من عام 1948 إلى 1973. وكانت النتيجة رفاهية جماعية بدلا من البطالة الجماعية. بعد ذلك تراجعت الإنتاجية على مدى جيل، ثم تعززت في أواخر التسعينيات، لكنها عادت وتراجعت مرة أخرى.

بالنظر إلى آخر 40 سنة نجد أن هذا الضعف الطويل في الانتاجية لدى العمال غير المهرة في الدول الغنية أكبر من الارتفاع في التفاوت الاجتماعي.

تكثر التعليقات التي تتحدث عن استيلاء الروبوتات على وظائفنا لأن العقد الماضي كان صعباً اقتصادياً ومن السهل علينا إلقاء اللوم على الروبوتات بدلاً من البشر كالمصرفيين والسياسيين.

الاستثمار الخاص في أجهزة الكمبيوتر والبرامج في الولايات المتحدة ينخفض بصورة متواصلة تقريبا على مدى 15 عاما. من الصعب التوفيق بين ذلك وبين قصة انهيار الوظائف الصاعق على أيدي الروبوتات. أليس من المؤكد أننا ينبغي أن نتوقع أن نشهد اندفاعا في استثمارات تكنولوجيا المعلومات في الوقت الذي يتم فيه تركيب كل هذه الآلات؟

بدلا من ذلك، في أعقاب الركود العظيم، لاحظ المديرون وفرة في عرض اليد العاملة الرخيصة واستغنوا عن الآلات في الوقت الحاضر. ربما هناك مهجع هائل في مكان ما تحت الأرض، يتألف جميعه من الفولاذ والبوجيات وكائنات الأندرويد النائمة. في إحدى الزوايا، هناك سيارات آلية مطلية بالكروم وهي تدق مقدمتها بأحد الأعمدة وتتحسر على حقيقة أن البشر استحوذوا على جميع وظائف الروبوتات.

Comments are closed.

%d