عندما يصبح الصبّار زينة أيضاً .. مشروع صغير يعمل من فيس بوك

لطالما كان حلم محل بيع الورود يداعب مخيلة سالي، لكنها أرادته مميزاً عن باقي المحلات، ما حصل فعلياً أنها بدأت تبيع الصبّار لكن بطريقة فنيّة مميزة.

البداية .. صدفة وعثرات

تحكي لي سالي كيف بدأت فكرة مشروعها الصغير عن طريق الصدفة، فقد كانت تبحث عن هدية وصبارة، ولما سألت المحلات استغربت من أسعارها اللاهبة رغم أنها .. “مجرد صبّارة !”. وهنا لمعت ببالها الفكرة مستفيدة من خلفيتها عن النباتات وأشكالها المميزة خاصة الصبّار الذي يكثر في المناطق الساحلية مكان سكنها.

لكن لماذا الصبّار؟ تتميز هذه النبتة أن عمرها طويل وتعيش لسنوات ما يجعلها رفيقة درب مشتريها كل حياته ويراها كيف تكبر معه حتى أن زهورها رائعة الجمال وعمرها قصير لتعلمك الصبر تنتظرها طوال السنة حتى تظهر مرة واحدة.

لم يكن الطريق سهلاً، بدايات سالي الفنية ترجع إلى التعلم على آلة موسيقية ولم تفلح ثم انتقلت إلى الرقص وبعدها إلى المشغولات اليدوية. كانت دائمة الحسرة بعدم امتلاكها لموهبة ما، وبعد طريق الفشل الطويل وصلت إلى الصبّار الجميل الذي عندما واجهتها فيه بعض الإحباطات أيضاً إلا أن وجود صديق بجوارها كمرشد ومشجع كان كفيلاً بتشجيعها للعودة.

لايزال مشروع cactus shop في بداياته إذ انطلق منذ شهرين إلا أن المبيعات كبداية جيدة والربح تصفه سالي بأنه عادي وهو لأنها لاتزال تجرب القيام بشيء تحبه وليس لهدف ربحي بحت تماماً مع أنه مشروع ربحي بالنهاية.

تفاجئت من إقبال المشترين حتى من مدن سورية مختلفة وبعيدة عن طرطوس مكان سكنه، هناك طلبيات من حمص ودمشق وبانياس وغيرها.

ليست مجرّد صبّارة

من الواضح أن سالي تحب عملها جداً وتعطيه كل اهتمامها، هناك تنويع بالأفكار الجديدة لتزيين الصبّار وتستفيد من كونها تعمل بدون الحاجة لتكاليف كبيرة كإستئجار محل تجاري لتخفض أسعارها لتنافس المحلات الأخرى.

ليست المنافسة السعرية وحده سلاح سالي الواخز، بل ذهبت حتى إلى توفير خيار بتخصيص المنتج حسب الطلب وهناك تنويع بالتزيين واستخدام مواد اخرى تناسب الصبّار كالحجر أو حتى تزيين الأصيص واختيار نوعه وحجمه. هناك أنواع مختلف من الأصيص كالزجاج وأحواص السمك والفخار والقش والخشب والبورسلان وحتى الأكواب وأشكال وألوان متعددة للغاية.

واستمر التخصيص حتى بالكتابة على الأصيص، فلو أردت أن تهديها لشخص ما سيكون رائعاً أن تقترن بأسمه ليعرف قيمة الهدية وتميزها، أو يمكنك كتابة عبارة كمعايدة. يبدو واضحاً الجهد والتعب الذي تتكبده ليكون المنتج النهائي عالي القيمة والجودة، فالأهتمام يميز المنتج هنا .. أنه ليس مجرد تغطية التراب بل هناك تشكيلات مختلفة بالحجر لتناسب القطعة.. أنه ليس مجرد صبّار بل قطعة فنية.

لم يكن المشروع مخططاً له لكن مع تشجيع الأصدقاء والمقربين وحتى الغرباء عندما شاهدوا النتيجة كان حافزاً للتوسيع أكثر. وأصبحت هناك حاجة للعمل بإحترافية أكبر لذا دأبت سالي على البحث عن أفضل مصادر الحصول على الصبّار وتعلمت الكثير عن طرق زراعته والعناية به والبيئة المناسبة له وحتى الأصيص المناسب لزراعته، في البداية كانت تشتري الصبّار جاهزاً لكن لاحقاً تعلمت كيف تكاثرهم واعتمدت على زراعة بذور الصبّار إلا أنها تحتاج لمزيد من الوقت حتى تظهر النتائج. وتحلم بأن تتمكن من الوصول إلى أنواع غير متوفرة في سوريا لتقدمها لزبائنها .. نعم حتى للصبّار أنواع!.

إن أهم مرحلة في إعداد القطعة الفنية الصبارية هي اختيار النبتة المميزة والتي تواجه مصاعب في الحصول عليها من السوق، ثم تأتي بإعداد خلطة التراب المناسبة حيث تتطلب أحياناً مزجها برمل مغسول من ملح البحر وحتى بعض السماد لإعطائها دفعة أقوى للنمو.

من هذه الرحلة المعرفية تمكّنت من الحصول على مزايا تنافسية من أهمها طريقة تقديم الفكرة وجماليتها وهذا ما يميزها عن أي محل آخر يبيع الصبّار.

المحل .. على فيس بوك

قناة البيع والتسويق التي اعتمدتها هي صفحة فيس بوك فقط وبدون أية اعلانات مأجورة. عن التسويق الإلكتروني عبر فيس بوك تشكي من أن أبرز سلبية تواجهها هي أن الزبون يحب أن يرى القطعة أمامه بشكل مجسد. لذا تفكر بإنشاء محل فيزيائي حقيقي وعرض أعمالها فيه لكن هذا الأمر مؤجل حالياً.

لكن هناك على الطرف الآخر مزايا جمّة كالوصول إلى عدد كبير من الناس دون أن تكون محصوراً بمكان جغرافي معين، حتى يمكنك الوصول لمحافظات ودول أخرى وانعكس ذلك بمبيعات من مناطق بعيدة، وتستغل هذه القناة التسويقية لتوصيل المعلومات عن النبتة وتقريب الفكرة للزبون لتعطيه تجربة أفضل من مجرد المرور من أمام محل يبيع الصبار.

يمكنكم زيارة “متجر” سالي على الفيس بوك، وإن لم تتمكنوا من الطلب وتوصيل القطعة إليكم، شجعوها لتستمر في حلمها .. حلمها الذي جعل من الصبّار قطعة فنية.

هل لديك فكرة مشروع ريادي تحب أن توصله للعالم؟ راسلني عبر زاوية اتصل بنا في الأعلى.

Comments are closed.

%d