لماذا الفشل في إدارة السيولة قد يؤدي بك للإفلاس؟

تعد شركة ماكدونيل دوجلاس  mcdonnell douglas من أشهر شركات صناعة الطائرات في العالم وهي المنافس الأول أمريكيا والثاني عالمياً لشركة بوينغ العريقة، وتعتبر الأفضل في صناعة الطائرات الحربية.

بدأت المشاكل تظهر في الشركة عام 1990 عندما اعتمدت على أرباحها الناجمة عن مبيعاتها لوزارة الدفاع الأمريكية، فتجاهلت إدارة سيولتها وأنفقت أكثر من اللازم. واقترضت الشركة من البنوك لتمويل عملية تطوير طائراتها دون أن تلتفت لأهمية السيولة.

لاحقاً وقعت في أزمة سيولة وجاءت تصرفات الإدارة بعيدة عن الإعتراف بها، ولجأت إلى إخفاء المشكلة بدلاً من مواجهتها، ويرجع ذلك إلى منافستها الشرسة مع بوينغ ورغبتها الظهور دائماً بمظهر المنتصر.

أخفت إدارة ماكدونيل حقيقة وجود خسائر تجاوزت 1 مليار دولار من مشروع تطوير الطائرات، واصدرت ميزانياتها بشكل كاذب و وضعت فيها أرقاماً تدل على وجود أرباح.

وبالنظر إلى أرقام الأرباح قامت مصلحة الضرائب الأمريكية IRS بمطالبة الشركة بدفع 500 مليون دولار كضرائب عن الأرباح ” التي لم تحققها عملياً”.

تعد إدارة شركات صناعة الطائرات مهمة صعبة، فهي تتطلب التنسيق بين مئات الموردين وآلاف العاملين، والخطأ الإداري الواحد في بناء طائرة قد يؤخر عملية الإنتاج لمدة لاتقل عن ستة أشهر.

في النهاية فشلت الشركة بإدارة السيولة بشكل فعال، مما أدى إلى أن استحوذت عليها المنافسة بوينغ.

الدرس المستفاد: قد يعتبر تصنيع الطائرات أمراً معقداً ، لكن إدارة السيولة أمر بسيط وضروري ولا يمكن للشركات الكذب في خلق سيولة لدفع إلتزاماتها، إن كان بإمكانها الكذب بشأن أرباح وهمية قد حققتها

Comments are closed.

%d