الوصايا العشر للتعامل مع الاستشاريين

 

هذه بعض الإرشادات المستخلصة من تجارب الآخرين، سواء من نجح منهم في الاستفادة من المستشارين أو من أصابه الضرر. و كذا المستخلصة من اللقاءات العديدة مع الاستشاريين، و من قراءة عدد من الكتب المفيدة:

١- لماذا تلجأ إلى الاستشاريين؟

قبل أن تتصل بمؤسسة استشارية، يجب أن تحدد بالضبط ما الذي تريد أن تحققه، و لا تقدر عليه. فكلما رأيت هدفك واضحا و محددا، زادت فرصتك في تحقيقه، و الاستفادة من الاستشارات. لكن إذا لم تستطع أن تحدد ماذا تريد فلماذا تستأجر هيئة استشارية؟

٢- و بعد ذلك، اسأل نفسك، هل احتاج لمعونة من خارج الشركة لتحقيق هذا الهدف؟

و بالطبع يتوقف هذا على الهدف الذي تحدده. لا تغفل تقويم الكفاءات المتوفرة داخل شركتك قبل شراء بعضها من الخارج. فقد لا تكون بحاجة إلى جيش من الاستشاريين. قد يكون كل ما يلزمك هو الاعتماد على شخص واحد حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال، و قد يتوفر مثل هذا الشخص مجانا داخل شركتك أو حتى بين أصدقائك. أو ماذا عن تطوير مهاراتك الإدارية من حلال قراءة الكتب و الدوريات المتخصصة الإدارية و المشاركة في الدورات التدريبية وورش العمل التى تعقد في هذا الصدد.

٣- إذا استأجرت مؤسسة استشارية، فأي الكفاءات تطلب؟

كن حازما بالنسبة لهذا المطلب. فإذا كنت تعلم ما يشتهر به الاستشاريون، أو ما يحوزونه من خبرة خاصة مؤكدة، اطلب منهم إعطاء اهتمام لاحتياجاتك. و اجعل هذا جزءا من نص التعاقد. و إذا ما وعدوا بالأفضل، تأكد من أنهم ينفذون وعدهم بالتفصيل. و لا تتهاون في استبعاد الكفاءات الاستشارية التى لا ترضيك.

٤- حدد التكلفة.

كم سيكلفك استخدامهم؟ ولأية مدة ستستأجر خدماتهم؟ تجنب الترتيبات المفتوحة و الوعود الباهتة. راع الدقة في تدوين العقود معهم، بما في ذلك البند الخاص بما يتم في حالة فشلهم في تحقيق الهدف من قدومهم. كن مقتر ا معهم في أموالك. و اربط الدفع بالنتائج و برضائك عن أدائهم. و إذا كانت حلولهم الاستشارية تحتوى على عنصر المخاطرة أو الاحتمال، فتأكد من إشراكهم معك في تحمل هذه المخاطر، و ليس في حالات النجاح فقط.

٥- لا تتخل عن مراقبتهم و السيطرة على أعمالهم.


ومن الأفضل ألا تجعلهم يعملون في مشروع مستقل، بدلا من ذلك اجعلهم يكملون مشروعا قائما. و تأكد من بقاء سيطرة مديريك على كل الأمور، و اشتراكهم في صنع القرار، و تقلدهم لكامل قيادتهم و مسئوليتهم طوال فترة تواجد الاستشاريين.

٦- يجب أن تطمئن دائما لما يفعلونه.

فتغاضيك عن ذلك و لو ليوم واحد، قد ينتج عنه الكثير من الخلل في أعمال الشركة. فإذا استشعرت وجود خطأ ما، واجهه فورا و اطلب تصحيحه. تذكر أنه إذا ساءت الأمور فالاستشاريون غير مسئولين أمام مجلس الإدارة، و أنت وحدك المسئول.

٧- احترس ممن يلقون بالوعود الوردية و يستندون لما تقوله كتب الإدارة، خاصة إذا كنت لا تطالعها. و اعلم أن ما ينجح داخل أحد الشركات قد يفشل داخل شركتك. تمسك بالحصول على حلول استشارية مصممة خصيصا لموقف شركتك و طبيعة أعمالها. و استبعد من العقد جميع المصطلحات الفلسفية و الإدارية العامة.

٨- قدر موظفيك.

فإحدى الممارسات العامة للاستشاريين هي استخفافهم بقدرات موظفي الشركة و تجاهل أفكارهم و مقترحاتهم. تذكر أنه بانتهاء الاستشاريين من مهامهم، سيستمر موظفيك في العمل بشركتك. وسيتوقف نجاح توصيات الاستشاريين على مشاعر موظفيك تجاهها. أفضل المؤسسات الاستشارية تعلم ذلك و ستعمل جهدها لتجنب ما يؤدى لمشاكل خفض معنويات الموظفين. فأنت تشتري الذكاء و ليس العنجهية.

٩- تابع أعمالهم.

يجب أن تتوفر لديك وسيلة لقياس مدى تقدم عملهم. المؤسسات الاستشارية تنفذ ذلك، و تقدمه بشكل عام كجزء من العملية ذاتها. لكنها لن تعرض عليك من نتائجها سوى ما يرضيك و ما يبقيك مطمئنا. لذا وفر لنفسك أحدا تثق في قدرته على تحقيق هذا القياس، و كلفه بمراقبة العملية الاستشارية. و ادرس بعناية ما يقدمه من تقارير و قارنها بتقارير الاستشاريين.

١٠ – هناك مثل شائع يقول ” ما دامت العجلة دائرة، لا تحاول اصلاحها. ” لأنك ببساطة ستضطر لإيقافها عن الدوران.

من مصلحة المؤسسات الاستشارية اكتشاف و جود الكثير من المشاكل. فهدفها أن تكسب منك أكبر قدر ممكن من الأموال. فذلك جزء من طبيعتهم. لكن ما لا يجب أن يكون جزءا من طبيعتك هو الاعتماد عليهم.

و أخيرا، ربما تكون أفضل النصائح هي أقدمها. فمنذ خمسة قرون، ذكر “ميكيافيللى” في كتابة “الأمير”، في مجال طلب المشورة: “إليك قاعدة لا تخطئ أبدا: الأمير الذي يفتقد الحكمة، لا يمكن نصحه بأية حكمة… فالنصيحة الجيدة تعتمد على حكمة الأمير الذي يطلبها، و لا تعتمد حكمة الأمير على النصيحة الجيدة.”

عن كتاب ( صحبة خطرة .. بيوت الخبرة الاستشارية كيف تصلح شركات وتخرب أخرى ) للمؤلفين : جيمس أوشيا و شارلز ماديجان

2 Comments
  1. ياسر حبال says

    عندي رأي بالموضوع لو سمحت,
    حاسس انو غالبية هالنقاط هي من البديهيات, مهيك, انا هاد اللي بيجنني من وقت ما كنت بكلية التجارة!

    1. محمد حبش says

      هي الطامة الكبرى ! انو هنن قد يكونو بديهيات فعلاً بس بالواقع العملي ما حدى بينتبه الهن او بيعطيهم اهمية للتنفيذ !

Comments are closed.

%d