مقابلة مع أكبر خبير عالمي في الهندرة ( الهندسة الإدارية )

الهندرة

أجرت مجلة Planning Review مقابلة مع مؤلف كتاب ( الهندرة .. بيان عن ثورة في عالم الأعمال ) وأكبر خبير عالمي في (الهندرة) .. مايكل هامر .. فيمايلي مقتطفات من المقابلة .

تعرف الهندرة بأنها: (إعادة النظر وإعادة التصميم الكلي للعمليات الإدارية لتحقيق تحسينات جذرية- وليست هامشية- في مقاييس الأداء الحاسمة والتي تشمل التكلفة والجودة والخدمة والسرعة)

سؤال: كيف تؤدي الهندرة إلى تغيير ثقافة المنظمة؟

جواب: الوظائف الضيقة تتسع. يتغير الموظفون من محكومين إلى متمكنين. يتغير الهيكل التنظيمي من الشكل الهرمي إلى فرق عمل. ويصبح مرتكز
الأداء، العملية الإدارية بدلاً من الأقسام الإدارية. ويتغير قياس الأداء من نشاط إلى نتيجة. وتتغير مهمة الإدارة من الإشراف إلى التعليم. ويتغير المدير من مراقب وجامع نقاط أو عداد أو صراف أو موقع شيكات إلى قائد. وتتغير الأولويات من الإيرادات المالية إلى أداء العمليات نفسها. ويتغير اهتمام الموظف من إرضاء المدير إلى إرضاء العميل.

سؤال: في كل ما قرأناه عن الهندرة، لم نجد مقالة واحدة تهتم بحوافز الأداء. ألا تهتم الهندرة بتحفيز العاملين، أولا للتخلص من مقاومة التغيير وثانيا لتسريع عمليات الابتكار والتجديد؟

جواب: قياس الأداء والتحفيز من مرتكزات الهندرة. لكن القياس هنا ينصب على العملية ككل لا على أجزائها منفردة. القياس الحقيقي هو معرفة ما ينجزه الفريق وليس كل فرد فيه. في الهندرة، تستند الحوافز إلى النتائج. أي أن الشركة ستدفع رواتب شهرية أقل ومكافكت إنتاج أكثر.

سؤال: ما هو العامل الحاسم في نجاح الهندرة؟

جواب: القيادة.. ثم القيادة. لا يمكن للهندرة أن تبدأ من أسفل. فالهندرة تهتم بالعمليات. والعمليات الإدارية متقاطعة ومتشابكة. ولا يمكن لأي كان، في المستويات الإدارية الدنيا أن يرى الصورة الكلية لأي عملية حتى وإن اجتمع العاملون في الصفوف الأمامية وقرروا إعادة النظر في طريقة العمل، فإن الإدارة الوسطى ستقف لهم بالمرصاد.

لأن دور الإدارة الوسطى يستمد شرعيته من أشكال التنظيم المعاصرة والتي تقوم على الوظائف لا على العمليات. لذا ترى الإدارة الوسطى في الهندرة تهديدا لوجودها. الهندرة يجب أن تكون ابنا شرعيا للإدارة العليا. وأن يتولاها شخص يملك السلطة التنفيذية الكافية والقدرة على تخصيص الموارد وتغيير سلم الرواتب ونظام التعويضات وإجبار العاملين على التفكير الاستنباطي، أي التفكير
بالعمليات بدلا من الوظائف.

أي أن الهندرة عملية غير ديمقراطية، ولن يقبلها أحد بمحض اختياره. لذا.. يجب أن يقودها مدير مغرم بها.

سؤال: الإثراء الوظيفي من خلال الهندرة أمر جميل. لكن من الانتقادات التي توجه للهندرة أنها عملية كلية تركز على تخفيض المصروفات ولا تثري الابتكار ولا تدعم التسويق وتؤدي إلى إستراتيجية خلافة. هل هذا صحيح؟

جواب: أعتقد أنني أدرك ما يعنيه المنتقدون بكل هذا. معظم العمليات التي ركزت الشركات على إعادة تصميمها كانت كلية بالفعل، مثل: تلبية الطلبات. ولكن الواقع أن الهندرة قابلة للتطبيق في العمليات التي تحتاج حقا للابتكار والإبداع، مثل تطوير منتجات جديدة وتشكيل إستراتيجيات فعالة لا نظير لها.

سؤال : كيف تبدو العمليات بعد هندرتها ؟

جواب : العمليات بعد هندرتها تبدو العمليات الإدارية بعد إصلاحها بأشكال مختلفة، ولكن هناك خصائص أساسية تتيم بها العمليات المهندرة، ومنها:

١- دمج عدة وظائف في واحدة حتى عهد قريب كانت البنوك تخصص موظفا لكل عملية. موظف يصرف الشيكات وكخر يستلمها وثالث يفتح الاعتمادات، وهكذا.. أما اليوم فإن موظفا واحدا في أي بنك يقوم بكل هذه العمليات واحدة تلو الأخرى. ولا يرجع هذا الموظف لرئيسه إلا نادرا وفي الحالات الاستثنائية الصعبة.

٢- تتم الهندرة بخطوات منطقية وهذا بديل للخطوات المصطنعة التي فرضها التخصص وكثافة الإنتاج. ففي عام ١٩٨٧ طرحت شركة (فوجي) في الأسواق كلة تصوير رخيصة تستخدم مرة واحدة مع الفيلم وتعاد إلى معمل التحميض لاستخراج الصور وإعادة استخدام أجزاء الكاميرا في صناعة كاميرا أخرى. وكان على شركة (كوداك) أن تنزل منتجا منافسا يرد لها اعتبارها في السوق. ولزيادة السرعة في الإنتاج قامت (كوداك) بتصميم أدوات الإنتاج في نفس الوقت الذي تصمم فيه المنتج نفسه. فاستطاعت أن تنزل منتجتها المنافس إلى السوق في نصف المدة المتوقعة عند بدء المشروع.

٣-لكل عملية أكثر من طبعة بدلا من توحيد المعايير والعمل من خلال عمليات متشابهة في كل زمان ومكان، فإن الشركات التي تهندر عمليتها تستطيع أن تصمم طبعات مختلفة من العمليات تناسب كل الأسواق وكل الأذواق. في شركة IBM Credit وهي الفرع الاستثماري الذي يتولى تمويل وإقراض العملاء. كانت المشكلة هي بطء حركة المعلومات بين الإدارات. من هنا بدأ البحث عن حل لتسريع العمل.

وكانت نتيجة الهندرة أن صممت عملية إصدار القروض بثلاث طبعات: الأولى للحالات السهلة وهذه يتولاها الكمبيوتر والثانية للحالات الصعبة التي يتولاها موظف واحد يسمى مركب العملية، بمساعدة الكمبيوتر. أما الحالات الاستثنائية المعقدة جد ا، فيلجأ فيها منفذ العملية أو (صاحب الحالة) كما
يسمى، إلى أحد المستشارين طالبا المساعدة.

4- يؤدى العمل في المكان المناسب إحدى الشركات حللت نظام المشتريات لديها فوجدت أن عملية شراء عدد من البطاريات ببضعة دولارات، يكلف الشركة مائة دولار من العمليات المحاسبية والمصروفات الداخلية. فقررت الشركة أن يقوم الموظفون بشراء المواد الصغيرة ذات التكلفة المنخفضة بأنفسهم وعندما يحتاجونها.

5- التحكم والرقابة تنخفض العمليات التقليدية تكون مثقلة بإجراءات صارمة للرقابة لمنع سوء الاستخدام والسرقة. أما العمليات المهندرة فتتساهل وتسمح بقليل من إساءة الاستخدام. خبراء تقدير الضرر في شركات التأمين مثلا ، يقررون كم يدفعون لورشة الإصلاح بعد معاينة السيارة. وهذا يمنع الورش من تضخيم فواتير الإصلاح وتكبيد شركات التأمين مصاريف زائدة. ولكن هذا الإجراء مكلف من ناحية وغير مريح للعملاء الذين يدفعون أقساط التأمين.

إحدى شركات التأمين ألغت دور خبير التقدير إذا كانت المطالب صغيرة أو متوسطة. فهي ترسل المؤمن إلى ورشة سيارات معتمدة وتدفع الفواتير عند وصولها. لكن الشركة تراجع الفواتير على فترات دورية وتقارن بين الورش المختلفة لاكتشاف أي زيادة مفتعلة في التكاليف فإذا ما اكتشفت بعض لتلاعب فإنها توقف التعامل مع الورشة وتبلغ بقية الورش بقرارها.

10 Comments
  1. عبدالرحمن says

    اعجبني التصميم الجديد وتوافقه مع جهازي اللوحي، مقال اليوم مهم للشركات وتخفيض نفقاتها.
    كان عندي تفكير في مشروع صناعي، ما رأيك، وماهي المجالات الصناعية الممكنة في عالمنا العربي، لو بإمكانك تخصيص تدوينة مثلا، او اعطائي مصادر بحثت هذا الموضوع بطريقة علمية صحيحة من قبل، ولك جزيل الشكر.

    1. محمد حبش says

      مرحبا عبد الرحمن

      بصراحة المجالات الصناعية كثيرة جدا وتختلف ربحيتها من بلد لاخر، مثلا عندنا في سوريا تعتبر الصناعات النسيجية والغذائية الاكثر انتشارا وفيها هوامش ربحية جيدة واهل البلد لديهم خبرات في هذا المجال

      عموما يجب ان تاخذ بعين الاعتبار البلد الذي ستصنع فيه وهل ستكون هناك امكانيات تصدير ام تصنيعك سيكون للسوق الداخلي فقط وبعدها تجري دراسة للسوق بشكل متكامل لتعرف اي المجالات اكثر جدوى لك

      ان اردت مصادر افضل ان تتوجه للهيئات الحكومية في البلد مثل وزارات الاقتصاد والتجارة وهيئات الاستثمار

  2. Ahmad says

    ممكن أعرف كيف يمكن لي أن أصبح مهندساً إدارياً ؟ ولماذا أطلق عليها الهندسة الإدارية و لم تسمي تطوير النظم الإدارية أ تطوير نظم المعلومات الإدارية ؟ و هل هناك إرتباط بينه و بين الهندسة المالية التي ترتكز علي المشتقات ؟
    أ/محمد حبش :
    هذا المقال يستحق 10 من 10 لأنه يلقي الضوء علي مجال جديد لم يكن أحد يعلم عنه شيء.أشكرك للغاية علي هذا المقال زأثق أن هذا المقال سوف يرجح من تقييم مدونتك المفيدة في حالة دخولك أي مسابقة.بالتوفيق

    1. محمد حبش says

      شكرا لاسئلتك احمد فهي مهمة

      لا يمكن ان نسميها تطوير لانها ليست تطوير دائما انما هندسة بمعنى تعديل وتغيير بما ينسجم مع متطلباتنا، وليست نظم لأنها لاتطور وفق نظرية النظم ( مدخلات – عملية – مخرجات – تغذية عكسية ) ولا اجد ارتباط بينها وبين الهندسة المالية فالموضوعان مختلفان وبعيدان عن بعضهما

      شكرا لتقييمك فهو وسام على صدري 🙂

  3. محمد says

    أول مره أقرأ عن الهندره وهحاول أقرأ من مصارد أخرى، لكن المقال مُربك بعض الشيئ
    شكراً 🙂

    1. محمد حبش says

      نعم محمد هذا المفهوم لازال عربيا ضعيف التغطية وتقتصر على الشكل الاكاديمي النظري فقط ولا نجد كثير من الشركات تطبقها لانها تراها عملية مكلفة

      تحياتي لك

  4. برامج بلاك بيري says

    موضوع جميل

  5. سمير says

    جزاك الله خيرا
    مقابلة رائعة
    اول مرة اعرف انوا فيه اختصاص اسمه الهندرة
    الكلمة في حد ذاتها غريبة

  6. اشرف صلاح عبدالحليم says

    اول مرة اسمع عن الهندرة بس ياريت تكتبو لينا عنها اكتر

  7. سامي الأصبحي says

    أشكرك أ/ محمد حبش هذا مقال رائع جدا استفت منه الكثير .
    وكما عودتنا دائما تختار اروع مافي الادارة اشكرك يا رائع

Comments are closed.

%d