كيف تربح في الاستثمار بعدة مجالات؟

 

وصلني سؤال عبر زاوية إتصل بنا في المدونة من شخص اسمه مؤمل النهر، يسألني فيها عن كيف يمكن بعض رجال الأعمال النجاح في عدة مجالات في استثماراتهم؟ بالرغم من أنهم لا يمتلكون خبرة كافية بهذه المجالات، فكيف يمكن أن يتحقق ذلك. فضلت أن أجيب عن هذا التساؤل المهم في تدوينة وانشرها للعموم فوافق لنشر فائدتها.

حسناً بداية ليس هناك نجاح مطلق في كافة الاستثمارات، عموماً تطبق قاعدة التنويع .. إن خفض المخاطرة يكون بالتنويع وهذا أمر معروف، وإلا لو كان فعلا هؤلاء رجال الأعمال يربحون في كل هذه القطاعات، لركز كل جهده على القطاع الأكثر ربحية فهو أفضل من التشتت بين خمسة أو عشرة قطاعات.

في أي استثمار عندما تقوم بالتنويع تحقق بالصورة الإجمالية ربحاً وذلك أن بعضها يخسر والآخر يعوض وهكذا بشرط أن تكون استثماراتك مبنية على حقائق و وقائع أو علم، وليست عشوائية.

لكن كيف أنوع استثماراتي؟ الحقيقة هناك عدة طرق للتنويع منها العشوائي ويدعى التنويع الساذج وهذا يطبقه المستثمر الجديد في المجال، فعندما يريد شراء أسهم شركات بمبلغ معين يملكه فيختار خمسة أسهم مثلاً وغالباً تكون قيادية ويستثمر بها ويعتبر نفسه أنه قام بالتنويع.

وهناك اسلوب تنويع ماركويتز ويعتمد على أسس علمية للتنويع وهذا أفضل من العشوائية، حيث يقضي اسلوب ماركويتز اختيار استثمارات بينها علاقة ارتباط معينة وبنفس الإتجاه وإيجابية، وإضافة بعض الإستثمارات التي ترتبط عكساً معها وهنا جوهر التنويع.

فمثلاً عندما تدخل في استثمارات الاسمنت، فالمرتبط بها هو الحديد والزجاج والرخام والبورسلان و الخشب والحجر و غيرها . فعندما تحدث حركة عمرانية في بلد ما فكل هذه الاستثمارات تحقق نشاط ونمو بالقيم بالتالي ترتفع معظمها أو جميعها معاً وكلاً منها بنسبة مختلفة.

لكن ماذا لو انعكس الحال ودخل البلد في حالة ركود اقتصادي عام وحركة العمران بطيئة للغاية، أو حصلت متغيرات وأدت لبطئ هذه الحركة؟ هنا يجب أن تكون قد دخلت في استثمارات نشطة في أوقات الركود وهي غالباً مرتبطة بالطعام وخاصة الأساسيات، فيمكن الاستثمار بالخضار والخبز واللحوم الأساسية والسكر والرز وغيرها.

أما عن الخبرة بالاستثمار فلا يهم الخبرة التفصيلية بقدر ما يهم فهم آلية العمل، اضرب مثالاً أكبر و أذكى مستثمر بالعالم وارن بفت، هذا العبقري الفذ والذي حقق أعلى معدلات نمو الاستثمارات في الشركات التي يشتري فيها حصص أو يتملكها. اشترى مئات الشركات الكبرى أو حتى المتعثرة وشجعها على النهوض من جديد. كان ما يهمه في تلك الشركات أن يفهم آلية عملها وكيف تحقق أرباحها وأن فيها فريق إداري جيد وظروف تعثرها مرحلية مؤقتة وليست هيكلية.

من بين كل الشركات التي اشتراها أو استثمر فيها، لا توجد أية شركة تقنية، بالرغم من علاقته الوطيدة مع بيل غيتس إلا أنه لم يفهم آلية عمل مايكروسوفت ولم يستثمر بها شيئاً، حتى مع طفرة شركات الدوت كوم في بدايات القرن الحالي لم يستثمر بأي شركة متعثرة لينجحها بالرغم من أن ثروته جعلته ثاني أغنى رجل في العالم قبل أن يتبرع بنصفها للأعمال الخيرية ولمؤسسة زوجة بيل غيتس الخيرية.

3 Comments
  1. مؤمل النهر says

    شكرا لك اخي محمد على ذوقك الرفيع ,, لو ابتعدنا عن الأسهم واتجهنا لمجال الاستثمار المباشر كالاستثمار في الزراعة , المواشي , العقار , الصناعة ..الخ وأراد الشخص ان يحقق ربح من هذه المجالات بدون خبرة سابقة له بها ! ما المطلوب منه فعله لكي يكون استثماره ناجحا ومربحا ؟ هل يمكن تعيين مدير له خبرة لادارة استثماره في المجال الفلاني مثلا ؟ حبذا النقاش حول هذا الموضوع وتبادل الآراء والأفكار … مع جزيل الشكر.

    1. ناسداك says

      برأي لايمكن لأي عاقل أن يستثمر في مجال لايعرف عنه على الأقل الأساسيات. فهذا ضروري ثم يجب أن يكون لديك الشغف بمواصلة العمل في المجال الذي اخترته حتى تصل إلى إلمام كافي للتفاصيل
      يمكن تعيين مدير للإدارة ويكون له خبرة لكن الاهم هو أن يملك المستثمر الخبرة بذلك، فمثلاً من لايعرف طبيعة المزروعات التي تناسب هذه التربة والبيئة والامطار والحرارة والطقس عموما كيف له ان يستثمر في الزراعة؟
      لكل صنعة تفاصيلها وأسرارها.. البداية تكون بمعرفة الاساسيات على الأقل وإلا فهي مخاطرة السباحة في المجهول

  2. well says

    التنويع فى الاستثمارات مهم بشرط أن يكون مبنى على استراتيجية واضحة حتى لا يخسر الفرد كل استثماراته دفعة واحدة .

Comments are closed.

%d