الخطوات الست للتحول التنظيمي

 

تشهد جميع المنظمات الآن عملية تحول بطريقة أو بأخرى، سواء أكانت مدركة لهذا أم لا، فقد بدأت كل المنظمات في إدخال تكنولوجيا المعلومات التي تساعد على التحول من الشكل التنظيمي الهرمي إلى الشكل الشبكي. وقد حدا تخلف النظريات الإدارية عن مواكبة التقدم الحاصل في تكنولوجيا المعلومات بالمديرين إلى اعتمادهم على الطرق الإدارية القديمة في المحاسبة والتخطيط والموازنة. والمحاولات الحثيثة التي يحاول كثير من المديرين تطبيقها من إعادة هندسة لنظم العمل (هندرة)، وشبكات أعمال، والتحالفات الإستراتيجية، وهياكل تنظيمية جديدة، كل هذا يندرج تحت عملية الهدم الابتكاري.

المرحلة الأولى: تقليص الحجم

الاضطرار لتخفيض العمالة مع المحافظة على نفس المعدلات السابقة للأداء، بدون قبول أي عذر للفشل، سوف يجبر المنظمة على التخلي عن المبادئ والممارسات الإدارية القديمة والمرتبطة بالهيكل الوظيفي التقليدي. ويستهدف تخفيض العمالة بالدرجة الأولى العمالة الكتابية والروتينية
والتي يسهل تحولها إلى الكلية باستخدام الحاسبات.

المرحلة الثانية: التوازن الديناميكي

أي أن تشعر العمالة المتبقية بالأمان وبأن المنظمة لن تبخل عليها بالتدريب التحويلي وباقتسام منافع التقليص معها. وسوف تقوم العمالة المتبقية باستنباط طرق ابتكارية والوصول إلى مصادر جديدة للمعلومات للمحافظة على مستويات عالية من الأداء، وأن تكون هذه الخبرة الجديدة مصدرا جديدا للتعلم تضيفه المنظمة إلى رصيدها ليتعلم منه الآخرون. لهذا يجب على المنظمة في هذه المرحلة أن تثيب التعاون وتشجعه. من هذا المنطلق، يصبح لزاما على الإدارة أن تحقق توازنا بين مصالح قوى مختلفة، وإلا فإنها سوف تخاطر بتعريض عملية التحول للفشل. ولأن تكنولوجيا المعلومات تتيح للعملاء التعرف السريع على محددات التكلفة والأسعار، فيجب أن تقوم الإدارة بالاستجابة السريعة للتغييرات في السوق وإلا تعرضت لمخاطر جمة. فالمنظمات التي لن توظف تكنولوجيا المعلومات بسرعة، ستكون عرضة لفقد عملائها والعاملين بها على حد سواء.

المرحلة الثالثة: تطوير إستراتيجية اقتحام السوق

على المنظمة في هذه المرحلة أن تركز جهودها على البيئة التسويقية، فهي التي تحدد قوة جذب العملاء والمحافظة عليهم، وفى عصر تكنولوجيا المعلومات لن يتحقق هذا إلا بتقديم الجديد. لتحقيق ذلك يجب نسف الهيكل القديم وتشجيع التعلم المستمر وتنمية مهارات حل المشكلات ومهارات العمل الجماعي.

المرحلة الرابعة: التمحور حول العميل

في هذه المرحلة تتحول بؤرة الاهتمام، من داخلية إلى خارجية، ومن شعار “التصنيع والبيع” إلى شعار “الاستشعار والاستجابة”. هذا يتطلب قدرة على الفهم والمتابعة والاستشعار والاستجابة قبل المنافسين بسرعة غير مسبوقة لحاجة العملاء من منتجات وخدمات ابتكارية. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا حدث تغير في القيادة، حيث يصبح المديرون أشبه ما يكونون بقادة الفرقة الموسيقية أو مديري المشروعات، ويكفون عن العمل كمشرفين، ويتخلون عن مركزية العمليات، ويسمحون للفرق بالتحرك الحر في نطاق عملهم، فهم أدرى به من غيرهم.

المرحلة الخامسة: الاستئثار بالعملاء

يؤدي النجاح في تقليص العمالة وفي اقتحام السوق إلى خلق فائض استثماري مؤقت، وهو ما نطلق عليه مجازا “صداق العميل” Customer Dowry يستثمر هذا الفائض في برامج تساعد على الاستئثار بالعملاء وعدم فقدهم لمصلحة المنافسين.

ويعتبر الدفاع بدلا من الهجوم في علاقاتك التنافسية أكثر صعوبة، لأن الإستراتيجيات الدفاعية لم تحظ بالاهتمام الواجب في الكتابات الإدارية،
بالرغم من أن الدفاع الصلب وليس الهجوم المبهر هو الذي يؤدى إلي الربحية المستمرة.

وعندما تنجح الشركة في جذب العملاء فعليها حينئذ عدم السماح للمنافسين بتحويل انتباههم عن طريق تقليد ما تقدمه الشركة من مستحدثات إلي السوق. وتعتبر إستراتيجية الاستئثار بالعملاء استراتيجية دفاعية خالصة.

المرحلة السادسة: تحقيق العالمية

وهي آخر مراحل التحول، فبعد تمكن المنظمة وتسيدها محليا، تبدأ باقتحام أسواق جديدة، ولأن المنظمة الحديثة كائن ديناميكي – فإن عملية التحول لا تنتهي بمجرد تحقيق العالمية فهي عملية مستمرة للتطوير – وكما مر الهيكل الوظيفي التقليدي بتطورات عديدة، فإن المنظمة الشبكية ستمر بكثير من التطورات لتكون لنفسها مجموعة متكاملة من المبادئ الإدارية. وعاجلا أم آجلا ستمر كل المنظمات بتجربة تكنولوجيا المعلومات والمنظمات الشبكية والعالمية، ومعها تصبح المبادئ الجديدة أمرا واقعا.

2 Comments
  1. محمد says

    نمر في منظمتنا بهذه المرحلة. هل يوجد كتاب يفصل هذه الخطوات؟ شكرا.

    1. ناسداك says

      يمكنك الاستفادة من المعلومات الموجودة هنا

Comments are closed.

%d