حظ عاثر

أن يعاندك الحظ مرة فهذا أمر طبيعي و ماكل ما يشتهيه المرء يدركه .. لكن أن تجري الأمور عكس ما تتوقع وبمعدل ثلاث مرات متوالية في أقل من اسبوع .. لحظة .. شيء غريب يجري من حولي

عندنا في جامعة حلب تزحم النشاطات في شهري آذار ونيسان على اختلاف أنواعها.. رحلات جامعية .. أمسيات موسيقية.. شعر .. عروض سينمائية… عروض مسرحية.. لقاءات مع فنانين … أسابيع ثقافية .. عروض فلكلورية ومعارض كتب .. عادة لا أفوت فرصة حضور بعضها خاصة عندما يكون لدي وقت فراغ وموعد النشاط مناسب

منذ اقل من أسبوع كان هناك عرض مسرحي بعنوان ( بروفة جنرال ) تقدمه فرقة ( أحلام كبيرة ) وهي تقريبا الفرقة الوحيدة والأفضل في جامعة حلب .. حملت نفسي وأملي بأن أشاهد عرضاً رائعاً كسابقتها وخاصة تلك الأعمال التي كتبها بالأصل أدباء كبار… بدأ العرض بديكور غريب ورقصات فيها شيء من الكركبة … غفرت لهم ذلك على اعتبار انه العرض الأول… لكن وبعد نصف ساعة انتهى العرض ولم أخلص إلى فكرة مفيدة من العمل .. مجرد مشاهد بروفة لا شيء يربط بينها ولا أفكار جديدة فيها بل زد على ذلك غلب طابع التهريج في بعض المشاهد وهذا ما أكرهه … بعد أيام التقيت بشخص يعمل ضمن الكادر الفني للفرقة وفهمت منه بأن العمل مجرد تجميع أفكار من أعضاء الفرقة لا أكثر.. برأي
الشخصي.. أن لا تقدم شيء خير من أن تتعب ع الفاضي

في يوم الأحد الماضي كانت عطلة عيد الفصح وكل الدوائر الحكومية معطلة – بالطبع كذلك الجامعة – وكان قد تقرر عرض أمسية موسيقية في ذاك اليوم … وصلت قبل ربع ساعة من الموعد وكان أعضاء الفرقة وبعض الحضور واقفاً على درج القاعة والباب مقفل.. يدندنون .. جلست أنتظر … الآلات مكشوفة للشمس وأشعتها مددت احد أوتار التشيلو ولما حاول أن يعايره انقطع .. للتشيلو أربعة أوتار فقط وها قد انقطع احدها .. شيء يدعو للتفاؤل.. مرت ربع الساعة وأخرى مثلها والباب لا يزال مقفلاً.. طبعاً طالما اليوم عطلة والموظف المسؤول عن القاعة غير موجود .. بدأ بعض الحضور بالتسرب .. وصل الأورغ .. وبعدها مكبرات الصوت والميكسر … مرت ساعة ونصف انتظار ورحل كثير من الحضور .. لازلت انتظر .. الطقس كان ربيعياً جميلاً .. مرت ساعتين ونصف وأصبحت الخامسة إلا ربع.. جاء احدهم وفتح الباب ودخل الحضور وجلس وبدأ العازفون بتركيب الآلات وضبط الأجهزة … بالمناسبة عند الساعة السادسة سيكون هناك عرض فيلم سينمائي في هذه الصالة إذن لديكم من الوقت حوالي الساعة والربع كأقصى تقدير .. عند الخامسة والربع بدأ العزف .. الطريف بالحفلة بأن الأدوات الشرقية كالعود تعزف جنباً إلى
جنب مع الآلات الغربية .. عزفوا بعض الفيروزيات وتراثيات الطرب.. ثم استلم عازف الأورغ وطغى على الجميع .. وكما نعلم بأن الأورغ وحده يمكنه عزف موسيقى حفلة وفرقة بكاملها … وما هي دقائق حتى بدأ عزف أغاني شعبية ودبكة ساحلية … استهوى بعض الحضور ذلك وبدأ الدبك
أكثر من ساعتين انتظار لحفلة لم تدم أكثر من نصف ساعة … وكانت نهايتها كارثية

كل هذا كوم … وأن عنوان الأمسية ( نغمات مع الروح ) … كوم آخر

بعدها بيومين كانت هناك أمسية موسيقية أخرى حوالي الساعة السادسة على مدرج كلية العمارة.. وصلت قبل عشرين دقيقة .. جرت عدة تطويرات على واجهة الكلية منذ آخر زيارة لي.. دخلت ولم أجد أحد .. بل كان الباب الخارجي الزجاجي مغلقاً أيضاً … تمنيت أن لا يتكرر السيناريو الماضي.. توافد بعض الطلاب .. من بين الآلات البزق .. صوته عذب خاصة عندما يعزف مقطوعة من الموسيقى التركية .. لم يكن هناك أحد من العازفين .. بعد موعد الحفل بعشر دقائق جاء أحد العاملين هناك و أخبرنا بأن الحفل ألغي والمدرج غير جاهز..

اليوم كانت هناك أمسية أعرف بعض العازفين منها وكان موعدها السادسة.. كنت قد أخبرتهم بأن يتأكدوا من الموعد وحجز الصالة لأنه عند السادسة هناك عرض فيلم وأخبرني بأنه سيلغى الفيلم لصالح الحفل وخاصة أنه بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية..
هطل المطر بغزارة شديدة جداً ومع رياح قوية … ما هي دقائق حتى غرقت حلب وشوارعها وناسها .. وصلت الصالة وعلى جسمي خمسة لترات من المطر .. بالرغم من أني استخدمت التكسي وفوقها لطش الكمالة بحجة المطر من بعيد نظرت فوجدت رجالاً كبار بالسن .. استغربت قليلاً فعادة جمهور هكذا نوع من الحفلات هم طلاب الجامعة.. ثنائيات لا يفهمون بالفن شيء لكنه مكان جميل لموعد غرامي وإظهار عضلاته.. كذلك بعض أصدقاء العازفين وهم يشكلون نسبة جيدة من الحضور..
دخلت فوجدت على المسرح طاولة وكراسي ومايكروفون .. وكأنه حوار أو شيء من هذا.. سألت الواقفين على الباب عن الحفل .. أخبروني بان اليوم هناك انتخاب لنقابة المهندسين أو شيء كهذا

يذكر بان هذه النشاطات كلها تتم تحت مظلة الإتحاد الوطني لطلبة سورية والذي يفترض منه أن يرعى النشاطات الفنية ويتابعها بشيء من الاهتمام .. لم أجد إلا عدم مبالاة و إكتراث لما يحصل حيث تطبع الإعلانات وتوزع ويأتي الناس ليشاهدوا عرض موسيقي فيفاجئون بان الصالة الوحيدة بالجامعة التي يفترض بأن يقدم الطلاب عروضهم عليها قد أعطيت بكل بساطة لغيره ومصيره الإلغاء

6 Comments
  1. علوش says

    بصراحة أنا متفاجىء إنك متفاجىء!!

  2. رامي says

    ما بقا تصدق أنو نحنا ما خرجنا شي و تتعلم متلي و تصير متل حكايتي و تلازم البيت حتى ما تنحرف 🙂

    اللهم أبعدنا عن النشاطات الطلابية برحمتك
    اللهم آمين اللهم آمين

  3. إنسان says

    مريت عمسرح الباسل معناها؟

    دخلك شفتنا شو صار بجمعية المهندسين؟ (مو النقابة D:)

    ياسيدي أما شو حظ عاثر؟
    بس في شغلة, الشي المشترك بين كل الأحداث هو تراخي الموظف المسؤول. ما حدا بيحاسبه فترك الموضوع لضميره, ومشان موضوع الضمير, شي بخمس ليرات بينباع وقت الغلى هالحكي !!!

    تحياتي محمد

  4. عروس البحر says

    للأسف هذا هو الحال في عالمنا العربي بشكل عام ، دائماً مشكلتنا حسن التنظيم ، فلا ينقصنا المواهب ، و لا الأفكار و لا الحماس و المثابرة ، ينقصنا ققط أن لا يعيق خطواتنا القائمون على التنظيم .
    مدونة جميلة
    سعدت بمروري
    و مرحباً بزيارتكم

  5. ناسداك says

    علوش :: والله معك حق تتفاجئ .. صراحة انا مو متفاجئ كتير ومنصدم .. لأني سبق واشتغلت بالجامعة وبعرف نوعا ما جو الاتحاد والفشكلة الموجودة فيه .. والحق يقال ان السنوات الماضية كان الوضع أفضل بوجود عدد من قيادات المكاتب الفرعية كانت متفهمة نوعا ما لمايحصل .. طبعا ليس الكل انما منهم كان يعرف تماما ما يفعل

    رامي :: هوة عم انحرف شوي احيانا وفجأة برجع للطريق المستقيم السوي .. وبلا نشاطات وبلا بطيخ … دعائك لطيف ^_^

    إنسان :: يا زلمة شو بيعرفني جمعية ولا انتخاب ولا مؤتمر خطابي .. المهم طاولة وكراسي وكاسة مي وميكروفون وحضور … منهم عرفان وين جاي ومنهم عم ينتظر العازفين 🙂 … ما استنيت بعدها وقلت لحالي طالما اكلت المطرة فخليني استغلها بشي مفيد وعملت تمشاية صغيرة كم ساعة ورجعت عالبيت
    بالمناسبة … سمعتلك عاملين عروض مغرية ع الضمائر بكارفور … اشتري ضمير والتاني مجانا مع كفالة النوم لمدة سنتين ع الاقل وصيانة مجانية …

    عروس البحر :: اهلا بك بمدونتي 🙂
    كما يقال حاميها حراميها … ومنظمها مخربها … فليتركوا الامور كما هية لن نحتاج لمن ينظم ..
    انتظر رؤيتك تعليقاتك القادمة

  6. نديم says

    كل شي معقول بجامعة حلب
    شكراً على المجهود

Comments are closed.

%d